" إلى خير " أي إلى التوبة وصالح الأعمال أو إلى الايمان.
40 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان (1).
بيان: من روى على مؤمن بأن ينقل عنه كلاما يدل على ضعف عقله، وسخافة رأيه، على ما ذكره الأكثر، ويحتمل شموله لرواية الفعل أيضا " يريد بها شينه " أي عيبه، في القاموس: شانه يشينه ضد زانه يزينه، وقال الجوهري: المروءة الانسانية، ولك أن تشدد، قال أبو زيد: مرء الرجل صار ذا مروءة انتهى، وقيل:
هي آداب نفسانية تحمل مراعاتها الانسان على الوقوف على محاسن الأخلاق وجميل العادات، وقد يتحقق بمجانبة ما يؤذن بخسة النفس من المباحات كالأكل في الأسواق، حيث يمتهن فاعله.
وقال الشهيد رحمه الله: المروة تنزيه النفس عن الدناءة التي لا تليق بأمثاله كالسخرية، وكشف العورة التي يتأكد استحباب سترها في الصلاة، والاكل في الأسواق غالبا، ولبس الفقيه لباس الجندي بحيث يسخر منه " أخرجه الله من ولايته " في النهاية وغيره الولاية بالفتح المحبة والنصرة، وبالكسر التولية والسلطان فقيل: المراد هنا المحبة وإنما لا يقبله الشيطان لعدم الاعتناء به، لان الشيطان إنما يحب من كان فسقه في العبادات، ويصيره وسيلة لاضلال الناس.
وقيل: السر في فدم قبول الشيطان له أن فعله أقبح من فعل الشيطان لان سبب خروج الشيطان من ولاية الله، هو مخالفة أمره مستندا بأن أصله أشرف من أصل آدم عليه السلام ولم يذكر من فعل آدم ما يسوء به ويسقطه عن نظر الملائكة، وسبب خروج هذا الرجل من ولايته تعالى هو مخالفة أمره عز وجل من غير أن يسندها إلى شبهة إذ الأصل واحد، وذكره من فعل المؤمن ما يؤذيه