إنسانها للعبه، وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه، أتئن من الأذى ولا أئن من لظى.
وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها، ومعجونة شنئتها كأنما عجنت بريق حية أو قيئها فقلت: أصلة أم زكاة أم صدقة فذلك كله محرم علينا أهل البيت؟ فقال لاذا ولا ذاك، ولكنها هدية، فقلت: هبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني؟ أمختبط أم ذو جنة أم تهجر؟ والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته، و إن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى، نعوذ بالله من سبات العقل، وقبح الزلل، وبه نستعين (1).
77 - رسالة الغيبة للشهيد الثاني رفع الله درجته باسناده عن الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن سليمان النوفلي قال: كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فإذا بمولى لعبد الله النجاشي قد ورد عليه، فسلم عليه وأوصل إليه كتابه ففضه و قرأه فإذا أول سطر فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاء سيدي ومولاي، و جعلني من كل سوء فداه، ولا أراني فيه مكروها فإنه ولي ذلك والقادر عليه اعلم سيدي ومولاي أني بليت بولاية الأهواز فان رأى سيدي أن يحد لي حدا أو يمثل لي مثالا لاستدل به على ما يقربني إلى الله عز وجل وإلى رسوله و يلخص في كتابه ما يرى لي العمل به، وفيما أبذله وأبتذله، وأين أضع زكاتي وفيمن أصرفها، وبمن آنس وإلى من أستريح؟ وبمن أثق وآمن وألجأ إليه في سري فعسى أن يخلصني الله بهدايتك ودلالتك، فإنك حجة الله على خلقه، و أمينه في بلاده، لا زالت نعمته عليك.
قال عبد الله بن سليمان: فأجابه أبو عبد الله عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم حاطك الله بصنعه، ولطف بك بمنه، وكلاك برعايته، فإنه ولي ذلك، أما بعد فقد