قالوا: بلى يا رسول الله قال: الفاحش المتفحش البذي البخيل المختال الحقود الحسود القاسي القلب البعيد من كل خير يرجى غير المأمون من كل شر يتقى (1).
بيان: الفحش القول السيئ والكلام الردي وكل شئ جاوز الحد فهو فاحش ومنه غبن فاحش والتفحش كذلك مع زيادة تكلف وتصنع، وقيل: المراد بالمتفحش الذي يقبل الفحش من غيره، فالفاحش المتفحش الذي لا يبالي ما قال ولا ما قيل له، والأول أظهر وبعد من كان كذلك من مشابهة الرسول صلى الله عليه وآله ظاهر لأنه صلى الله عليه وآله كان في غاية الحياء، وكان يحترز عن الفحش في القول حتى أنه كان يعبر عن الوقاع والبول والتغوط بالكنايات، بل بأبعدها، تأسيا بالرب سبحانه في القرآن.
قال في النهاية فيه إن الله يبغض الفاحش المتفحش: الفاحش ذو الفحش في كلامه وفعاله والمتفحش الذي يتكلف ذلك ويتعمده، وقد تكرر ذكر الفاحش والفاحشة والفواحش في الحديث وهو كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي وكثيرا ما ترد الفاحشة بمعنى الزنا وكل خصلة قبيحة فهي فاحشة من الأقوال والافعال وقال: البذاء بالمد الفحش في القول. وفلان بذي اللسان.
وفي المصباح بذا على القوم يبذ وبذاء بالفتح والمد سفه وأفحش في منطقه وإن كان كلامه صدقا فهو بذي على فعيل، وفي النهاية فيه من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه: الخيلاء بالضم والكسر الكبر والعجب، يقال اختال فهو مختال، وفيه خيلاء ومخيلة، أي كبر وتقييد الخبر والشر بكونه مرجوا أو يتقى منه إما للتوضيح أو للاحتراز والأول كأنه أظهر.
10 - الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن منصور بن العباس، عن علي بن أسباط رفعه إلى سلمان قال: إذا أراد الله عز وجل هلاك عبد نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا خائنا مخونا، فإن كان خائنا مخونا نزع منه الأمانة، فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا فظا غليظا، فإذا كان فظا غليظا