وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله: من أعطى في غير حق فقد أسرف، ومن منع من حق فقد قتر، وعن علي عليه السلام: ليس في المأكول والمشروب سرف وإن كثر (1) وعن الصادق عليه السلام: إنما الاسراف فيما أفسد المال وأضر بالبدن قيل: فما الأقتار؟ قال: أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره، قيل: فما القصد؟
قال: الخبز واللحم واللبن والخل والسمن مرة هذا ومرة هذا، وعنه عليه السلام أنه تلا هذه الآية فأخذ قبضة من حصى وقبضها بيده، قال: هذا الأقتار الذي ذكر الله في كتابه، ثم قبض قبضة أخرى فأرخى كفه كلها ثم قال: هذا الاسراف، ثم أخذ قبضة أخرى فأرخى بعضها وأمسك بعضها وقال: هذا القوام.
" حرم الله " أي حرمها بمعنى حرم قتلها " إلا بالحق " متعلق بالقتل المحذوف أو بلا يقتلون " يلق أثاما " أي جزاء " ثم يضاعف " بدل من يلق، وقال علي بن إبراهيم: أثام واد من أودية جهنم من صفر مذاب، قدامها حرة في جهنم يكون فيه من عبد غير الله ومن قتل النفس التي حرم الله، وتكون فيه الزناة ويضاعف لهم فيه العذاب " فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " في العيون عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة تجلى الله عز وجل لعبده المؤمن فيقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا ثم يستغفر له لا يطلع الله على ذلك ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، ويستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد ثم يقول لسيئاته: كونوا حسنات.
وأقول: الاخبار في ذلك كثيرة أوردتها في الأبواب السابقة لا سيما في باب الصفح عن الشيعة (2).
" ومن تاب " بترك المعاصي والندم عليها " وعمل صالحا " بتلافي ما فرط، أو خرج عن المعاصي ودخل في الطاعة " فإنه يتوب إلى الله " أي يرجع إليه بذلك " متابا " مرضيا عند الله ماحيا للعقاب محصلا للثواب، وقال علي بن إبراهيم: لا يعود إلى شئ من ذلك باخلاص ونية صادقة " والذين لا يشهدون الزور " قال: لا