1388 / 136 - روى " عبد الرحمن سبط ثينوا الأربلي " (1) قال قال (2) أبو الفرج الأصفهاني: حدثني أحمد بن محمد بن جعفر بن الجعد ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا محمد بن زكريا البغدادي، قال: حدثنا أبو عائشة، قال: لما حج هشام بن عبد الملك في خلافة أخيه الوليد ومعه رؤساء أهل الشام، فجهد أن يستلم الحجر فلم يقدر من ازدحام الناس، فنصب له منبر فجلس عليه ينظر إلى الناس وأقبل علي بن الحسين زين العابدين - عليه وعلى أبيه السلام - وهو أحسن الناس وجها، وأنظفهم ثوبا، وأطيبهم رائحة، وطاف بالبيت، فلما بلغ الحجر تنحى عنه الناس كلهم وخلوا الحجر ليستلم هيبة له وإجلالا فاستلم الحجر وحده، فنظر في ذلك هشام، فبلغ منه، فقال رجل لهشام من هذا أصلح الله الأمير؟
قال: لا أعرفه. وكان به عارفا ولكنه خاف أن يرغب فيه أهل الشام، ويسمعوا منه.
فقال الفرزدق - وكان لذلك كله حاضرا -: أنا أعرفه، فسألني عنه يا شامي من هو؟
قال: ومن هو؟
فقال:
يا سائلي أين حل الجود والكرم؟ * عندي بيان إذا طلابه قدموا هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم