وسأل رسول الروم أبا بكر عمن لا يرجو الجنة، ولا يخاف النار، ولا يخاف الله، ولا يركع ولا يسجد، ويأكل الميتة والدم، ويشهد بما لم ير، و يحب الفتنة ويبغض الحق، فقال عمر: ازددت كفرا على الكفر. فبلغ ذلك عليا عليه السلام فقال: هذا من أولياء الله: لا يرجو الجنة بل يرجو الله، ولا يخاف النار بل يخاف الله، ولا يخاف الله من ظلم، ولا يركع ولا يسجد في صلاة الجنازة، و يأكل الجراد، والسمك والكبد، ويحب الفتنة: المال والولد، ويشهد بالجنة والنار ولم يرهما، ويكره الحق وهو الموت.
وأسند الطوسي في أماليه وابن جبر في كتاب الاعتبار في إبطال الاختيار إلى سلمان أنه قدم على أبي بكر نصارى وفيهم جاثليق فقال وجدنا في الإنجيل رسولا بعد عيسى وفي كتبنا لا تخرج الأنبياء من الدنيا إلا ولهم أوصياء فقال عمر: هذا خليفة رسول الله.
فقال الجاثليق: بم فضلتم علينا؟ قال أبو بكر: نحن مؤمنون، وأنتم كافرون قال: فأنت مؤمن عند الله أم عند نفسك؟ فقال: عند نفسي ولا علم لي بما عند الله فقال: أنا كافر عندك أم عند الله؟ قال عندي ولا علم لي بما عند الله قال: أنت شاك في دينك، ولست على يقين من دينك، قال أفتصل بما أنت عليه من الدين إلى الجنة؟
قال لا أعلم، قال أفترجو لي ذلك؟ قال أجل، قال فما أراك إلا راجيا لي وخائفا على نفسك، فما فضلك علي، وكيف صرت خليفة النبي صلى الله عليه وآله ولم تحط علما بما تحتاج إليه الأمة؟
قال عمر: كف عن هذا العبث وإلا أبحنا دمك، قال: ما هذا عدل على من جاء مسترشدا، دلوني على من أسأله.
فجاء سلمان به إلى علي عليه السلام فسأله، فقال عليه السلام في جوابه: أنا مؤمن عند الله وعند نفسي، وأصل إلى الجنة بوعد نبيي، المعلوم صدقه بمعجزاته، قال: أين الله اليوم؟ قال عليه السلام: إن الله أين الأين، فلا أين له، قال فيحس؟ أم بم يعرف؟
قال عليه السلام تعالى الله عن الحواس، ويعرف بصنايعه، قال: فما عندكم في المسيح؟