وجاهد في الله حق الجهاد (1) * ولا يستطب ما لديهم حلا وأنفق سرا وجهرا كما * له الذكر فينا علينا تلا (15) فصل * (في ذكر الشهادة) * قال الله تعالى: (وأقيموا الشهادة لله (2)) وقال رسول الله صلى الله عليه و آله: الشهود كعام الظالمين وروي عن الصادق عليه السلام إن أحدكم يأخذ حقه بشاهدين وجدي أمير المؤمنين عليه السلام شهد له بحقه يوم الغدير سبعون ألفا ولم يقدر على أخذه وفي رواية ستة وثمانون ألفا.
ولا خفاء ولا تناكر بين الشيعة أن اثني عشر رجلا من المهاجرين والأنصار أنكروا على أبي بكر مجلسه، وقد أسنده الحسين بن جبر في كتابه إبطال الاختيار إلى أبان بن عثمان قال: قلت للصادق عليه السلام: هل كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من أنكر على أبي بكر جلوسه مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم وعد منهم: خالد ابن سعيد بن العاص، وسلمان، وأبا ذر، والمقداد، وعمار، وبريدة الأسلمي وقيس بن سعد بن عبادة، وأبا الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وخزيمة ابن ثابت ذا الشهادتين، وأبي بن كعب، وأبا أيوب الأنصاري.
فاستشاروا عليا في مكالمته وإسقاطه عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: لو فعلتم لما كنتم إلا حزبا، وكالملح في الزاد، والكحل في العين، ولو أتيتموني شاهري سيوفكم لما ألجأوني إلى البيعة وهددوني بالقتل، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله أوعز إلى أن الأمة تغدر بي قلت: فما أصنع؟ قال: إن وجدت أعوانا فجاهد، وإلا كف يدك، وأحقن دمك، حتى تلحق بي مظلوما، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله و جهزته وجمعت القرآن أخذت بيد فاطمة وولديها، وناشدتهم حقي، ودعوتهم