شرايعها وذرايعها، وكفها عن تتايعها (1).
وقضى في طفلين اشتبه الحر منهما بالقرعة، فأمضاه النبي صلى الله عليه وآله وفي خصائص الرضي وواحدة ابن جمهور عن الباقر والصادق أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وآله في بقرة قتلت حمارا فقال صلى الله عليه وآله: سلا أبا بكر، فقال: لا شئ فيها فأشار بهما إلى عمر فقال كالأول، فقال: سلا عليا فقال: إن كانت دخلت عليه في مراحه فعلى ربها قيمته وإن كان دخل عليها في منامها فلا غرم، فقال صلى الله عليه وآله: لقد قضى بينكما بقضاء الله تعالى.
فانظر إلى غزارة علمه وجهلهما، وكيف نبه النبي صلى الله عليه وآله على ذلك حيث أمر الخصمين بسؤالها كما نبه على جهلهما حيث تقاضا مع الأعرابي في ثمن الناقة إليهما، فتحاكما إلى علي فضرب عنقه لما كذبه، وكما نبه على عدم صلاح أبي بكر للخلافة بإرساله عليه السلام ببراءة وعزله بعلي، والعلم من خصائص الأنبياء والأوصياء.
فقد روي عن الصادق عليه السلام أن بني إسرائيل سألوا سليمان أن يستخلف عليهم ابنه، فقال: لا يصلح فألحوا عليه، فقال: إني سائله عن مسائل إن أحسن جوابها أستخلفه، فسأله فما أجابه.
جابر عن ابن عباس عن أبي قال قرأ النبي صلى الله عليه وآله عند قوم فيهم أبو بكر وعمر وعثمان (وأسبغ عليكم نعمه (2)) فقال صلى الله عليه وآله: قولوا ما أول نعمه؟ فخاضوا في الرياش والمعاش، والذرية والأزواج، فقال يا أبا الحسن قل، فقال: إذ خلقني ولم أك شيئا مذكورا، وأحسن بي فجعلني حيا متفكرا، واعيا شاعرا ذاكرا، و هداني لدينه، ولن يضطرني عن سبيله وجعل لي مردا في حياة لا انقطاع لها، و النبي صلى الله عليه وآله يقول في كل كلمة: صدقت، ثم قال فما بعد ذلك؟ فقال: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها (3)) فتبسم النبي وقال: لتهنئك الحكمة، ليهنئك العلم، أنت وارث علمي والمبين لأمتي.
وفي الحلية قال: يا أبا الحسن لقد شربت العلم شربا، ونهلته نهلا: