حجة فمن الحجة بعدك؟ قال: ابني محمد اسمه في التوراة الباقر: يبقر العلم، وبعده ابنه جعفر اسمه عند أهل السماوات الصادق، قلت: كيف ذلك وكلكم صادقون؟
قال: حدثني أبي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أن يسميه بذلك، وقال: الخامس من ولده اسمه جعفر يدعي الإمامة حسدا لأخيه وافتراء على الله فهو جعفر الكذاب عند الله كأني به وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله، المغيب في حفظ الله.
قلت: وإن ذلك لكائن؟ قال: إي وربي ذلك مكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا، قلت: ثم يكون ماذا؟ قال: تمتد غيبة الثاني عشر، وإن المنتظرين القائلين بإمامته، أفضل من أهل كل زمان، لأن الله تعالى أعطاهم من العقول ما صارت به الغيبة كالعيان.
وأسند علي بن محمد إلى الكابلي أنه دخل على زين العابدين وسأله كم الأئمة بعدك؟ فقال عليه السلام: ثمانية لأن الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وآله اثنا عشر ثلاثة من الماضين وأنا الرابع، وثمانية من ولدي، من أحبنا وعمل بأمرنا كان معنا، ومن رد علينا أو على واحد منا فهو كافر.
وأسند المفضل إلى علي بن الحسين عليه السلام أنه كان يقول: ادعوا لي الباقر وقلت لابني الباقر، فقلت: ولم سميته الباقر؟ فتبسم وقال: الإمامة في ولده إلى أن يقوم قائمنا، والأئمة بعده سبعة ومنهم المهدي.
وأسند الحسين بن علي أن الزهري دخل على علي بن الحسين في مرضه وقال: إلى من نختلف بعدك؟ قال عليه السلام: إلى ابني هذا - وأشار إلى محمد - وصيي و باقر العلم، سوف يختلف إليه خلاصة شيعتي، فيبقر لهم العلم بقرا، قلت: هلا أوصيت إلى أكبر أولادك! قال عليه السلام: الإمامة ليست بالصغر والكبر، هكذا عهد إلينا رسول الله عليه السلام، ووجدناه في اللوح والصحيفة، قلت: فكم يكون الأوصياء من بعده، قال: وجدنا في الصحيفة واللوح اثني عشر إماما بأسمائهم وأسماء آبائهم و أمهاتهم، ثم قال: يخرج من صلب ابني محمد سبعة منهم المهدي.