جئنا نسألك عنه، فقال صلى الله عليه وآله: اما أنت يا جارود فإنك جئت تسألني عن دماء الجاهلية وعن حلف الاسلام وعن المنيحة، قال: أصبت، فقال صلى الله عليه وآله فان دماء الجاهلية موضوع وحلفها لا يزيده الاسلام إلا شدة ولا حلف في الاسلام ومن أفضل الصدقة ان تمنح أخاك ظهر الدابة ولبن الشاة، واما أنت يا سلمة بن عباد فجئتني تسألني عن عبادة الأوثان ويوم السباسب (1) وعقل الهجين (2) اما عبادة الأوثان فان الله جل وعز يقول (انكم وما تعبدون من دون الله) واما يوم السباسب فقد أبدلك الله عز وجل ليلة القدر ويوم العيد لمحة تطلع الشمس لا شعاع لها واما عقل الهجين فان أهل الاسلام تتكافأ دماؤهم ويجير أقصاهم على أدناهم وأكرمهم عند الله اتقاهم، قالا نشهد بالله ان ذلك كان في أنفسنا.
وفي حديث أبي جعفر (ع) ان النبي صلى الله عليه وآله صلى وتفرق الناس فبقي أنصاري وثقفي فقال لهما: قد علمت أن لكما حاجة تريدان ان تسألاني عنها فان شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل ان تسألاني وإن شئتما فاسألا. فقالا: نحب ان تخبرنا بها قبل ان نسألك فان ذلك أجلى للعماء وأثبت للايمان، فقال صلى الله عليه وآله: يا أخا الأنصار انك من قوم يؤثرون على أنفسهم وأنت قروي وهذا بدوي أفتؤثره بالمسألة؟ قال: نعم، قال:
اما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت تسألني عن وضوئك وصلاتك وما لك على ذلك من الاجر، فأخبره بذلك، واما أنت يا أخا الأنصار فجئت تسألني عن حجك وعمرتك وما لك فيهما، فأخبره بفضلهما.
أنس: أنه قال لرجل اسمه أبو بدر: قل لا إله إلا الله، فسأله حجة، قال: في قلبك من أربعة اشهر كذا وكذا، فصدقه وأسلم.
اتى سائل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسأله شيئا فأمره بالجلوس فأتاه رجل بكيس ووضع قبله وقال: يا رسول الله هذه أربعمائة درهم أعطها المستحق، فقال: يا سائل خذ هذه الأربعمائة دينار، فقال صاحب المال: يا رسول الله ليس بدينار وإنما هو درهم، فقال صلى الله عليه وآله: لا تكذبني فان الله صدقني، وفتح رأس الكيس فإذا هو دينار فعجب الرجل وحلف انه شحنها من الدراهم، قال: صدقت ولكن لما جرى على لساني الدنانير جعل الله الدراهم دنانير.