واستأذن أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون في مزينة (1) مع ابن أخيه فقال إني أخشى ان تغير عليك خيل من العرب فتقتل ابن أخيك فتأتيني شعثا فنقوم بين يدي متكئا على عصى فتقول قتل ابن أخي واخذ السرح، ثم أذن له فخرج ولم يلبث إلا قليلا حتى أغار عليه عيينة بن حصن وأخذ السرح وقتل ابن أخيه واخذت امرأته فأقبل أبو ذر يستند حتى وقف بين رسول الله وبه طعنة جايفة (2) فاعتمد على عصاه وقال صدق الله ورسوله اخذ السرح وقتل ابن أخي وقمت بين يديك على عصاي، فصاح رسول الله في المسلمين فخرجوا بالطلب فردوا السرح.
وكتب صلى الله عليه وآله إلى ابن جلندي وأهل عمان وقال: أما انهم سيقبلون كتابي ويصدقوني ويسألكم ابن جلندي: هل بعث رسول الله معكم بهدية؟ فقولوا: لا، فسيقول: لو كان رسول الله بعث معكم بهدية لكانت مثل المائدة التي نزلت على بني إسرائيل وعلى المسيح، فكان كما قال.
وفي حديث حريز بن عبد الله البجلي وعبدة بن مسهر لما قال له: اخبرني عما أسألك وما احرت (3) وما أبصرت - يريد في المنام -، فقال صلى الله عليه وآله: أما ما احرت فسيفك الحسام وابنك الهمام وفرسك عصام ورأيت في المنام في غلس الظلام ان ابنك يريد الغزل فلقيه أبو ثعل على سفح الجبل مع احدى نساء بني ثعل فقتله نجدة بن جبل، ثم أخبره بما يجري وما يجب أن يعمل.
قال أبو شهم (4): مرت بي جارية بالمدينة فأخذت بكشحها (5) قال: وأصبح الرسول يبايع الناس قال فأتيته فلم يبايعني فقال: صاحب الخبندة! (6) قلت: والله لا أعود، قال فبايعني.
وأمثلة ذلك كثيرة فصار مخبرات مقاله على ما أخبر به (ص).