مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٩٣
قال الزجاج في قوله (فاسترق السمع فاتبعه شهاب ثاقب) الشهاب من معجزات نبينا صلى الله عليه وآله لأنه لم ير قبل زمانه، والدليل عليه ان الشعراء كانوا يمثلون في السرعة بالبرق والسيل ولم يوجد في اشعارها بيت واحد فيه ذكر الكواكب المنقضة، فلما حدثت بعد مولده صلى الله عليه وآله استعملت قال ذو الرمة كأنه كوكب في اثر عفرية * مسموم في سواد الليل مقتضب الضحاك في قوله (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان) الآيات، كان الرجال لما به من الجوع يرى بينه وبين السماء كالدخان واكلوا الميتة والعظام ثم جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وقالوا: يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وقومك قد هلكوا فاسأل الله تعالى لهم الخصب والسعة، فكشف الله عنهم ثم عادوا إلى الكفر.
الزبيري والشعبي، ان قيصر حارب كسرى فكان هوى المسلمين مع قيصر لأنه صاحب كتاب وملة وأشد تعظيما لأمر النبي صلى الله عليه وآله وكان وضع كتابه على عينه وامر كسرى بتمزيقه حين اتاهما كتابه يدعوهما إلى الحق، فلما كثر الكلام بين المسلمين والمشركين قرأ الرسول صلى الله عليه وآله (ألم غلبت الروم) ثم حدد الوقت في قوله (بضع سنين) ثم أكده في قوله (وعد الله) فغلبوا يوم الحديبية وبنوا الرومية (1) وروي عنه صلى الله عليه وآله: لفارس نطحة أو نطحتان، ثم قال لا فارس بعدها ابدا، والروم ذات القرون كلما ذهب قرن خلف قرن هبهب إلى آخر الأبد.
قتادة وجابر بن عبد الله في قوله (وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) نزل في النجاشي لما مات نعاه جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله فجمع الناس في البقيع وكشف له من المدينة إلى ارض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه، فقالت المنافقون في ذلك فجاءت الاخبار من كل جانب انه مات في ذلك اليوم في تلك الساعة، وما علم هرقل بموته إلا من تجار رأو المدينة.
الكلبي في قوله (فشدوا الوثاق) ثم نزلت في العباس لما أسر في يوم بدر فقال له النبي صلى الله عليه وآله: افد نفسك وابني أخيك - يعني عقيلا ونوفلا - وحليفك - يعنى عتبة بن أبي جحدر - فإنك ذو مال، فقال إن القوم استكرهوني ولا ما عندي، قال فأين المال الذي وضعته بمكة عند أم الفضل حين خرجت ولم يكن معكما أحد وقلت إن أصبت في سفري فللفضل كذا وكذا ولعبد الله كذا ولفثم كذا؟ قال والذي بعثك بالحق نبيا ما علم بهذا أحد غيرها واني لاعلم انك لرسول الله، ففدى

(1) الرومية: بلد بالمدائن خرب.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404