مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٣٣
الصبيان غمصا (1) ورمصا ويصبح صقيلا دهينا. ونادى شيخ على الكعبة:
يا عبد المطلب ان حليمة امرأة عربية وقد فقدت ابنها واسمه محمد فغضب عبد المطلب وكان إذا غضب خاف الناس منه فنادى: يا بني هاشم ويا بني غالب اركبوا فقد محمد، وحلف أن لا أنزال حتى أجد محمدا أو أقتل ألف أعرابي ومائة قرشي وكان يطوف حول الكعبة وينشد أشعارا منها:
يا رب رد راكبي محمدا * رد إلي واتخذ عندي يدا يا رب ان محمدا لن يوجدا * تصبح قريش كلهم مبددا فسمع نداء: ان الله لا يضيع محمدا، فقال: أين هو؟ قال: في وادي فلان تحت شجرة أم غيلان (2).
قال ابن مسعود: فأتينا الوادي فرأيناه يأكل الرطب من أم غيلان وحوله شابان فلما قربنا منه ذهب الشابان وكانا جبرائيل وميكائيل عليهما السلام فسألناه من أنت وماذا تصنع؟ قال: أنا ابن عبد الله بن عبد المطلب، فحمله عبد المطلب على عنقه وطاف به حول الكعبة وكانت النساء اجتمعن عند آمنة على مصيبته فلما رآها تمسك بها وما التفت إلى أحد وكان عبد المطلب أرسل رسول الله محمد صلى الله عليه وآله إلى رعاية في إبل قد ندت له بجمعها فلما أبطأ عليه أنفذ وراءه في كل طريق وكل شعب وأخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول: (يا رب ان صغوا بهلك آلك أن تفعل فأمر ما بدا لك) فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله بالإبل فلما رآه أخذه فقبله فقال: بأبي لا وجهتك بعد هذا في شئ فاني أخاف أن تغتال فتقتل.
عكرمة: كان يوضع فراش لعبد المطلب في ظل الكعبة ولا يجلس عليه أحد إلا هو إجلالا له وكان بنوه يجلسون حوله حتى يخرج فكان رسول الله يجلس عليه فيأخذه أعمامه ليؤخروه فقال لهم عبد المطلب: دعوا ابني فوالله ان له لشأنا عظيما اني أرى انه سيأتي عليكم يوم وهو سيدكم اني أرى عزته عزة تسود الناس، ثم يحمله فيجلسه معه ويمسح ظهره ويقبله ويوصيه إلى أبى طالب (3)

(١) قال الجزري في النهاية في حديث المولود: انه كان يتيما في حجر أبي طالب وكان يقرب إلى الصبيان تصبيحهم فيختلسون فيكف على غدائهم.
(2) الغيلان بالفتح: ضرب من الغضاة والغضا شجر.
(3) هذا الكلام منقول من اكمال الدين بتلخيص يسير.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404