مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٣٤
القاضي المعتمد (1) في تفسيره عن ابن عباس انه وقع بين أبي طالب وبين يهودي كلام وهو بالشام فقال اليهودي: لم تفخر علينا وابن أخيك بمكة يسأل الناس، فغضب أبو طالب وترك تجارته وقدم مكة فرأى غلمانا يلعبون ومحمد فيهم مختل الحال فقال له: يا غلام من أنت ومن أبوك؟ قال: أنا محمد بن عبد الله أنا يتيم لا أب لي ولا أم، فعانقه أبو طالب وقبله ثم ألبسه جبة مصرية ودهن رأسه وشد دينارا في ردائه ونشر قبله تمرا فقال: يا غلمان هلموا فكلوا، ثم أخذ أربع تمرات إلى أم كبشة وقص عليها فقالت: فلعله أبوك أبو طالب، قال: لا أدري رأيت شيخا بارا، إذ مر أبو طالب فقالت: يا محمد كان هذا؟ قال: نعم، قالت: هذا أبوك أبو طالب، فأسرع إليه النبي صلى الله عليه وآله وتعلق به وقال: يا أبه الحمد لله الذي أرانيك لا تخلفني في هذه البلاد، فحمله أبو طالب.
الأوزاعي (2): كان النبي صلى الله عليه وآله في حجر عبد المطلب فلما أتي عليه اثنان ومائة سنة ورسول الله ابن ثمان سنين جمع بنيه وقال: محمد بتيم فآووه وعائل فأغنوه احفظوا وصيتي فيه، فقال أبو لهب: أنا له، فقال: كف شرك عنه، فقال العباس: أنا له، فقال: أنت غضبان لعلك تؤذيه، فقال أبو طالب: انا له، فقال: أنت له يا محمد أطع له، فقال رسول الله: يا أبه لا تحزن فان لي ربا لا يضيعني، فأمسكه أبو طالب في حجره وقام بأمره يحميه بنفسه وماله وجاهه في صغره من اليهود المرصدة له بالعداوة ومن غيرهم من بني أعمامه ومن العرب قاطبة الذين يحسدونه على ما آتاه الله من النبوة، وأنشأ عبد المطلب:
أوصيك يا عبد مناف بعدي * بموحد بعد أبيه فرد وقال:
وصيت من كفيته بطالب * عبد مناف وهو ذو تجارب يا بن الحبيب أكرم الأقارب * يا بن الذي قد غاب غير آيب فتمثل أبو طالب وكان سمع من الراهب وصفه:
لا توصني بلازم وواجب * اني سمعت أعجب العجائب من كل حبر عالم وكاتب * بان بحمد الله قول الراهب

(1) هو القاضي عبد العزيز بن نحرير؟ المكنى بابن البراج صاحب المهذب والمعتمد وغيرهما.
كان قاضيا بطرابلس يذكره ابن شهرآشوب في رجاله كما في أمل الآمل.
(2) هو عبد الرحمن بن أبي عمرو الأوزاعي الفقيه ثقة جليل من السابعة توفي سنة 157 ه‍.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404