مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٣٧
يكفي النبي صلى الله عليه وآله وقال: من يتولى أمر هذا الغلام؟ فقلت: أنا، قال: أي شئ تكون منه؟ قلت: أنا عمه، فقال: له أعمام أيهم أنت؟ قلت: أنا أخو أبيه من أم واحدة، فقال: أشهد انه هو وإلا فلست بحيراء، فأذن في تقريب الطعام فقلت:
رجل أحب أن يكرمك فكل، فقال: هو لي من دون أصحابي؟ قال: هو لك خاصة فقال: فاني لا آكل دون هؤلاء، فقال له: انه لم يكن عندي أكثر من هذا، قال أفتأذن أن يأكلوا معي؟ قال بلى، قال: كلوا بسم الله، فأكل وأكلنا معه فوالله لقد كنا مائة وسبعين رجلا فأكل كل واحد منا حتى شبع وتجشأ وبحيراء على رأسه يذب عن النبي صلى الله عليه وآله ويتعجب من كثرة الرجال وقلة الطعام وفي كل ساعة يقبل يافوخه ويقول: هو هو ورب المسيح، فقالوا له: ان لك لشأنا، قال: إني لأرى ما لا ترون وأعلم ما لا تعلمون وان تحت هذه الشجرة لغلاما لو أنتم تعلمون منه ما أعلم لحملتموه على أعناقكم حتى تردوه إلى وطنه ولقد رأيت له وقد أقبل نورا أمامه ما بين السماء والأرض ولقد رأيت رجالا في أيديهم مراوح الياقوت والزبرجد يروحونه وآخرين ينثرون عليه أنواع الفواكه ثم هذه السحابة لا تفارقه ثم صومعتي مشت إليه كما تمشي الدابة على رجلها ثم هذه الشجرة لم تزل يابسة قليلة الأغصان وقد كثرت أغصانها واهتزت وحملت ثلاثة أنواع من الفواكه ثم فاضت هذه الحياض بعد ما غارت في أيام الحواريين، ثم قال: يا غلام أسألك بحق اللات والعزى عن ثلاث، فقال:
والله ما أبغضت شيئا كبغضي إياهما، فسأله بالله عن حاله ونومه وهيئته ثم نظر إلى خاتم النبوة فجعل يقبل رجليه فقال لأبي طالب: ما هو منك؟ قال: ابني، قال: ما هو بابنك ولا ينبغي أن يكون أبوه حيا. فقال: انه ابن أخي مات أبوه وهو صغير، فقال: صدقت الآن فارجع به إلى بلده واحذر عليه اليهود والله لئن عرفوا منه ما عرفت ليقتلنه وان لابن أخيك لشأنا عظيما فقال: إن كان الامر كما وصفت فهو في حصن الله، وفي ذلك يقول أبو طالب وقد أوردها محمد بن إسحاق:
ان ابن آمنة النبي محمدا * عندي بمثل منازل الأولاد لما تعلق بالزمام رحمته * والعيس قد قلصن بالأزواد فارفض من عيني دمع ذارف * مثل الجمان مفرد الافراد راعيت فيه قرابة موصولة * وحفظت فيه وصية الأجداد وأمرته بالسير بين عمومه * بيض الوجوه مصاله الانجاد
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404