مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٣٦
ولما ظهر امره صلى الله عليه وآله عاداه أبو جهل وجمع صبيان بنى مخزوم فقال: أنا أميركم، وانعقد صبيان بني هاشم وبنى عبد المطلب على النبي وقالوا: أنت الأمير، قالت أم علي (ع) وكان في صحن داري شجرة قد يبست وخاست ولها رمان يابسة فأتى النبي يوما إلى الشجرة فمسها بكفه فصارت من وقتها وساعتها خضراء وحملت الرطب فكنت في كل يوم أجمع له الرطب في دوخلة (1) فإذا كان وقت ضاحي النهار يدخل فيقول يا أماه أعطيني ديوان العسكر فكان يأخذ الدوخلة ثم يخرج ويقسم الرطب على صبيان بني هاشم، فلما كان بعض الأيام دخل وقال: يا أماه أعطيني ديوان العسكر، فقلت يا ولدي اعلم أن النخلة ما أعطتنا اليوم شيئا، قالت: فوحق نور وجهه لقد رأيته وقد تقدم نحو النخلة وتكلم بكلمات وإذا بالنخلة قد انحنت حتى صار رأسها عنده فأخذ من الرطب ما أراد ثم عادت النخلة إلى ما كانت، فمن ذلك اليوم قلت: اللهم رب السماء ارزقني ولدا ذكرا يكون أخا لمحمد ففي تلك الليلة واقعني أبو طالب فحملت بعلي بن أبي طالب فرزقته فما كان يقرب صنما ولا يسجد لوثن كل ذلك ببركة محمد.
المفسرون عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى (لإيلاف قريش) انه كانت لهم في كل سنة رحلتان باليمن والشام، وكان من وقاية أبي طالب انه عزم على الخروج في ركب من قريش إلى الشام تاجرا سنة ثمان من مولده صلى الله عليه وآله أخذ النبي بزمام ناقته وقال: يا عم على من تخلفني ولا أب لي ولا أم؟ وكان قيل لي (2) ما يفعل به في هذا الحر وهو غلام صغير فقال: والله لأخرجن به ولا أفارقه أبدا. وفي رواية الطبري ضب به رسول الله صلى الله عليه وآله فرق له أبو طالب فخشيت له خشية (3) وكانوا ركبانا كثيرا فكان والله البعير الذي كان عليه محمد أمامي ولا يفارقني ويسبق الركب كلهم وكانت سحابة بيضاء مثل الثلج تظله وربما أمطرت علينا أنواع الفواكه، وكان يكثر الماء وتخضر الأرض، وكان وقف جمال قوم فمشى إليها ومسح عليها فسارت فلما قربنا من بصرى إذا نحن بصومعة تمشي كما تمشي الدابة السريعة حتى إذا قربت منا وقفت وإذا فيها راهب، فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: إن كان أحد فأنت أنت قال: فنزلنا تحت شجرة عظيمة قليلة الأغصان ليس لها حمل فاهتزت الشجرة وألقت أغصانها عليه وحملت ثلاثة أنواع فاكهتين للصيف وفاكهة للشتاء فجاء بحيراء بطعام

(1) الدوخلة بالتشديد: كالزمبيل.
(2) هكذا في الأصل والصحيح قيل له:
(3) الظاهر في العبارة: قال فحشوت له حشية.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404