مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٣٨
حتى إذا ما القوم بصرى (1) عاينوا * لاقوا على شرف من المرصاد حبرا فأخبرهم حديثا صادقا * عنه ورد معاشر الحساد بكر بن عبد الله الأشجعي: ان أبا المويهب الراهب (2) سأل عبد مناف بن كنانة ونوفل بن معاوية بالشام: هل قدم معكما غيركما من الشام؟ قالا: نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد، قال: إياه أردت، قالوا: انه يتيم أبي طالب أجير خديجة، فأخذ يحرك رأسه ويقول: هو هو فدلاني عليه، فبينما هم في الكلام إذ طلع عليهم رسول الله فقال: هو هو، فخلا به يناجيه ويقبل بين عينيه وأخرج شيئا من كمه ليعطيه والنبي صلى الله عليه وآله يأبى ان يقبله فلما فارقه قال: هذا نبي آخر الزمان سيخرج عن قريب ثم قال هل ولد لعمه أبي طالب علي؟ فقلنا: لا، فقال: هذه سنته وهو أول من يؤمن به وانا لنجد صفته عندنا بالوصية كما نجد صفة محمد بالنبوة، الخبر.
يعلى بن سيابه قال: حكى خالد بن أسيد بن أبي العاص وطليق بن أبي صفيان بن أمية انهما كانا مع النبي صلى الله عليه وآله في سفر ولما قربنا من الشام رأينا والله قصور الشامات كلها قد اهتزت وعلا منها نور أعظم من نور الشمس فلما توسطنا الشام ما قدرنا ان تجوز السوق من ازدحام الناس ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وآله فجاء حبر عظيم اسمه نسطور فجلس بحذائه ينظر إليه فقال لأبي طالب: ما اسمه قال: محمد بن عبد الله، فتغير لونه ثم قال: أريد أكشف ظهره، فلما كشف رأى الخاتم فانكب عليه يقبله ويبكي وقال أسرع برده إلى موضعه فما أكثر عدوه في أرضنا، فلم يزل يتعاهدنا في كل يوم واتاه بقميص فلم يقبله فأخذه أبو طالب مخافة ان يغتم الرجل.
وزوج أبو طالب خديجة من النبي صلى الله عليه وآله وذلك أن نساء قريش اجتمعن في المسجد في عيد فإذا هن بيهودي يقول: ليوشك ان يبعث فيكن نبي فأيكن استطاعت أن تكون له أرضا يطأها فلتفعل، فحصبنه (3) وقر ذلك القول في قلب خديجة وكان النبي صلى الله عليه وآله قد استأجرته خديجة على أن تعطيه بكرين ويسير مع غلامها ميسرة إلى الشام فلما أقبلا في سفرها نزل النبي تحت شجرة فرآه راهب يقال له نسطور فاستقبله وقبل يديه ورجليه وقال: اشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله لما رأى منه علامات وانه نزل تحت الشجرة، ثم قال لميسرة: طاوعه في أوامره ونواهيه

(1) الظاهر اسقاط الألف واللام فتكون: قوم بصرى.
(2) قصة أبي مويهب هذه ملخصة أيضا عن اكمال الدين للصدوق.
(3) أي رمينه بالحصياء وهو الحصاء الصغار.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404