ولم يشرك أمير المؤمنين عليه السلام في هذه المنقبة أحد من أهل الاسلام، ولا اختص بنظير لها - على حال، ولا مقارب لها في الفضل بصحيح الاعتبار.
وفي أمير المؤمنين عليه السلام ومبيته على الفراش، أنزل الله تعالى (ومن الناس من يشري نفسة ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد " (1).
ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله كان أمين قريش على ودائعهم، فلما فجأه من الكفار ما أحوجه إلى الهرب من مكة بغتة، لم يجد في قومه وأهله في يأتمنه على ما كان مؤتمنا عليه سوى أمير المؤمنين عليه السلام فاستخلفه في رد الودائع إلى أربابها، وقضاء ما عليه من دين لمستحقيه، وجمع بناته ونساء أهله وأزواجه والهجرة بهم إليه، ولم ير أن أحدا يقوم مقامه في ذلك من كافة الناس، فوثق بأمانته، وعول على نجدته وشجاعته، واعتمد في الدفاع عن أهله وحامته على بأسه وقدرته، واطمأن إلى ثقته على أهله وحرمه، وعرف من ورعه وعصمته