وضع يده في صدري - وكان شثن (1) الكف - فالمني، ثم قام، فأخذت بثوبه فقلت: نشدتك الله والرحم، قال: (لا تنشدني) ثم خرج فاجتمعوا عليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
(أما بعد: فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله وليس في العرب أحد يقرأ كتابا ولا يدعي نبوة، فساق الناس إلى منجاتهم، أم والله ما زلت في ساقتها ما غيرت ولا خنت، حتى تولت بحذافيرها. ما لي ولقريش، أم والله لقد قاتلتهم كافرين ولأقاتلنهم مفتونين، وإن مسيري هذا عن عهد إلي فيه. أم والله، لأبقرن (2) الباطل حتى يخرج الحق من خاصرته. ما تنقم منا قريش إلا أن الله اختارنا عليهم فأدخلناهم في حيزنا. وأنشد:
ذنب لعمري شربك للمحض خالصا * وأكلك بالزبد المقشرة (3) البجرا (4) ونحن وهبناك العلاء ولم تكن * عليا وحطنا حولك الجرد والسمرا) (5) (6)