شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٥٢
مواساة أنال منه وجعله فيه أسوة ولا يكون ذلك إلا من كفاف وإن كان من فضله فليس بمواساة (واخشع لي بالتضرع) الباء للمصاحبة أي مع التضرع أو الظرف حال عن الفاعل ولعل المراد بالخشوع سكون القلب والجوارح إلى الله تعالى واشتغال كل واحد منهما بما طلب منه وإعراضه عما سواه والتضرع إظهار الذل والمسكنة والافتقار إليه باللسان (واهتف بولولة الكتاب) الهتف التصويب والنداء هتف إذا صوت ونادى، والولولة الدعاء بالويل وصوت متتابع به والاستغاثة والإعوال وهو الصياح ورفع الصوت بالبكاء (واعلم أني أدعوك) في الدنيا إلى ما هو خير لك أو في الآخرة إلى الحساب والثواب والجزاء أو فيهما (دعاء السيد مملوكه) المطيع له الذي لا ملجأ له إلا إليه (ليبلغ به شرف المنازل) العالية وفيه حث له على قبول دعائه وإجابته (وذلك من فضلي عليك وعلى آبائك الأولين) من الأنبياء والمرسلين أو الأعم منهم ومن المؤمنين، وفيه من عليه وتحريك له على الشكر.
(يا موسى لا تنسني على كل حال) حث على ذكره ظاهرا وباطنا في جميع الأحوال كحال الصحة والمرض والشدة والرخاء والفقر والغناء وغيرها من الأحوال الغير المحصورة للإنسان (ولا تفرح بكثرة المال) وإن حصل من طرق الحلال (فإن نسياني يقسي القلوب) تعليل للنهي الأول بأن نسيانه يوجب قساوة القلب وغلظته وظلمته المانعة عن إدراك الحق وما يوجب القرب منه (وفي كثرة المال كثرة الذنوب) تعليل للنهي الثاني بأن كثرة المال يوجب كثرة الذنوب كالعجب والتكبر والتجبر والتفاخر والتطاول على الغير والإسراف والتقتير وترك الحقوق المالية وصرف العقل عن تحصيل المعارف الإلهية والواجبات العقلية والنقلية وحث القوة الشهوية والغضبية على الطغيان وتحريك النفس الأمارة إلى المخالفة والعصيان وذلك ظاهر لمن نظر في أحوال أبناء الزمان (الأرض مطيعة والسماء مطيعة والبحار مطيعة) لا يصدر منها العصيان في وقت من الأوقات والمراد بطاعتها انقيادها في كل ما هو المقصود من إيجادها بخلاف الإنس والجن فإنهم يعصون الله في كثير ما هو المطلوب منهم ويكتسبون الشقاوة كما أشار إليه بقوله (وعصياني شقاء الثقلين) والسر فيه أن بواعث الطاعة والمعصية موجودة فيهم وموانع الأولى قوية فلذلك صاروا معركة للمجاهدة الكبرى وابتلوا بالمصيبة العظمى فإن نجوا من هذه البليات صاروا من أشرف المخلوقات والله ولي الخيرات ومنه الاستعانة في المهمات.
(وأنا الرحمن الرحيم رحمن كل زمان) تحريك على الرجوع إليه في المهمات والالتجاء إليه في البليات والاستعانة منه في التحرز عن المنهيات لأنه برحمته ينجي من يشاء من المهلكات (آتي بالشدة بعد الرخاء وبالرخاء بعد الشدة وبالملوك بعد الملوك) هذا من آثار رحمته إذ لولا الشدة بعد الرخاء حصلت الغرة والغفلة ولولا الرخاء بعد الشدة حصل اليأس والقنوط، ولولا موت
(٣٥٢)
مفاتيح البحث: الشكر (1)، الغناء (1)، اليأس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481