شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٥٧
(يا موسى نافس في الخير أهله فإن الخير كاسمه) نافسه في الأمر شاركه في الرغبة فيه على وجه المباراة والمغالبة والخير اسم جامع لكل ما هو وسيلة للقرب منه تعالى ولابد من الرغبة فيه والاجتهاد في طلبه لأنه حسن خيرة من الله تعالى كاسمه من بين الأسماء والواضع لاحظ كمال المناسبة بينهما (ودع الشر لكل مفتون) به وبالدنيا على قدر ما تعلق به العلم الأزلي وجرى عليه القضاء الإلهي كما قال (صلى الله عليه وآله) «كل ميسر لما خلق له».
(يا موسى اجعل لسانك من وراء قلبك تسلم) أشار إلى أنه ينبغي عند إرادة القول من التثبت والتأمل فيما يريد النطق به وفيما لا ينبغي من القول بعد مراجعة الفكر وإلى أن غايته هي سلامته في نفسه وماله وسلامة الغير أيضا فيهما عن الآفات إذ مفاسد الكلام أكثر من أن تحصى وقد يفسد بكلام واحد البلاد والعباد وإلى مضمون ذلك أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله «وإن لسان المؤمن من وراء قلبه وإن قلب المنافق من وراء لسانه» وقرن الأول بالإيمان للترغيب فيه والثاني بالنفاق للتنفير عنه (وأكثر ذكري بالليل والنهار تغنم) في الدنيا بشرح الصدر وصلاح الحال وفي الآخرة بسعادة القرب وأشرف المآل ولم يذكر ما يغنم به للدلالة على التعميم والتعظيم.
(ولا تتبع الخطايا فتندم) وقت الموت وبعده لمشاهدة سوء خاتمتها، ولا تتبع من الاتباع بشد التاء أو تخفيفها أو من التبع يقال: تبعه كفرح تبعا مشى خلفه ومر به فمضى معه (فإن الخطايا موعدها النار) تعليل للفعلين بأن الخطايا تجر صاحبها إلى النار سواء قيل بعرضيتها أو بتجسمها وصيرورتها حيات وعقارب ونحوها على اختلاف القولين (يا موسى اطب الكلام لأهل الترك للذنوب) وبشرهم بما يعملون ولا تقل لهم ما يكرهون، ويقرب منه قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «ولا تضعوا من رفعته التقوى» وصى عليه السلام برعاية حاله وترك أذاه إما بقول كرهه والاستهزاء به أو بفعل كضربه أو فعل ما يستلزم إهانته أو ترك قول أو فعل يستلزم ذلك (وكن لهم جليسا) ترغيب في مجالسة الصالحين لأن مجالستهم نافعة في الدنيا والدين والروايات فيه كثيرة (واتخذهم لغيبك إخوانا) يدعون لك في ظهر الغيب ويذكرونك بخير ويدفعون عنك سوءا ويحملون ثقل أهلك وعيالك وفي بعض النسخ «لعيبك» بالعين المهملة أي لستره أو عفوه أو إصلاحه «إخوانا» إما بدل عن ضمير الجمع أو حال عنه (وجد معهم يجدون معك) أي جد معهم في حوائجهم يجدون معك في حوائجك أو الأعم منها ومن الأمور الدينية والجد الإجتهاد في الأمر والسعي فيه.
(يا موسى الموت لاقيك لا محالة) فيه تنفير عن الميل إلى شهوات النفس ولذات الدنيا فإن من علم أنه يموت وينقل إلى منزل وحشة وبيت حفرة ومسكن غربة سهل في عينه الدنيا وما فيها ثم رغب في العمل لما بعد الموت بقوله: (فتزود زاد من هو على ما يتزود وارد على اليقين) المراد بالزاد ما ينفع في الآخرة مثل التقوى وغيرها (يا موسى ما أريد به وجهي فكثير قليله) إما
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481