شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٤٧
نفي المثل على سبيل الكناية لأن نفي مثل مثله بعد العلم بوجوده تعالى مستلزم لنفي مثله والكناية أبلغ من التصريح (وأنا الحي الدائم الذي لا أزول) أي الفعال المدرك بنفسه لا بحياة قائمة به بها يدرك ويفعل في وصف الدوام بعدم الزوال والفناء دفع لتوهم حمله على مجازه وهو الزمان الكثير وهو حث على الطاعة والانقياد له لأن المطيع إذا علم أنه أبدى لا يخاف فوات مقصوده من الطاعة أبدا وهو مدرك إليها (يا موسى إذا دعوتني خايفا مشفقا وجلا) لعل الخوف بملاحظة عظمته وغناه عن الخلق والإشفاق بملاحظة التقصير في الدعاء والثناء ورعاية حقوقه والوجل من صد النفس الأمارة سبيله وقطع نفثات الشيطان طريقه أو من رد الدعاء لعدم كونه على الوجه اللايق به كما روي عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه كان في التلبية وهو على راحلته فخر مغشيا فلما أفاق عليه السلام قيل له ذلك فقال: خشيت أن يقول لي: لا لبيك ولا سعديك. والتأكيد محتمل (عفر وجهك لي في التراب) العفر محركة ظاهر التراب ويسكن وعفره في التراب يعفره وعفره فانعفر وتعفر مرغه فيه أو دسه أو ضرب به الأرض وأكثر جزاء الشرط يتحقق بعده ويترتب عليه وقد يتحقق في حال تحققه ومعه كقولك: إذا جئتني فالبس ثيابك واركب فرسك، والظاهر هنا هو الثاني مع احتمال الأول (واسجد لي مكارم بدنك) هذا أعم من السابق لأنه يشمل غير الوجه أيضا وفيهما غاية التذلل ونهاية الخضوع والخشوع له تعالى «واقنت بين يدي في القيام» ذكر اليدين من باب التمثيل والقنوت قد مر تفسيره سابقا (وناجني حين تناجيني بخشية من قلب وجل» لا يتحقق ذلك إلا بحضور القلب وتوجهه إلى معرفته ومعرفة من يناجيه والظاهر أن الباء للمصاحبة أي مع خشيته أو الظرف حال من الفاعل أي متلبسا بها (وأحي بتوراتي أيام الحياة) أي بتلاوتها وإجراء أحكامها والعمل بما فيها والأيام مفعول الإحياء مجازا أو ظرف له والمفعول محذوف وهو قلبك (وعلم الجهال محامدي) هي ما يستحق أن يحمد ويثني عليه من الفضائل وهي الصفات الذاتية وأما الفواضل الواصلة إلى الغير فأشار إليها بقوله: (وذكرهم آلائي ونعمتي) العطف للتفسير أو المراد بالأولى النعماء الباطنة وبالثانية النعماء الظاهرة والغرض من التعليم والتذكرة المعرفة والقيام بوظايف الحمد والشكر ووجه تخصيص التعليم بالمحامد والتذكير بالآلاء أن المحامد يعني الصفات الذاتية إنما تعلم بالشرع وأما الآلاء فقد تعرف بالعقل والشرع مذكر (وقل لهم لا يتمادون في غي ما هم فيه) نهي في صورة الخبر وما هم فيه من المعصية وهي مستلزمة للغي والضلالة وسبب له فالإضافة وسبب له فالإضافة لامية كإضافة المسبب إلى السبب (فإن أخذي أليم شديد) وعيد للمذنبين المصرين وتحريك لهم إلى الإنابة والرجوع (يا موسى إن انقطع حبلك مني لم يتصل بحبل غيري) استعار الحبل لما يوجب القرب منه والوصول إليه والوجه أنه سبب لنجاة المتمسك به من وهدة الهوى إلى الدرجات العلى كالحبل ورشح بذكر الانقطاع وأشار
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481