قصة صاحب الزيت * الأصل:
31 - عنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رجل يبيع الزيت وكان يحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حبا شديدا كان إذا أراد أن يذهب في حاجته لم يمض حتى ينظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد عرف ذلك منه فإذا جاء تطاول له حتى ينظر إليه، حتى إذا كانت ذات يوم دخل عليه فتطاول له رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى نظر إليه ثم مضى في حاجته فلم يكن بأسرع من أن رجع فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد فعل ذلك أشار إليه بيده اجلس فجلس بين يديه فقال: ما لك فعلت اليوم شيئا لم تكن تفعله قبل ذلك؟ فقال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا لغشى قلبي شيء من ذكرك حتى ما استطعت أن أمضي في حاجتي حتى رجعت إليك. فدعا له وقال له خيرا. ثم مكث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أياما لا يراه فلما فقده سأل عنه فقيل: يا رسول الله ما رأيناه منذ أيام، فانتعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانتعل معه أصحابه وانطلق حتى أتوا سوق الزيت فإذا دكان الرجل ليس فيه أحد، فسأل عنه جيرته فقالوا: يا رسول الله مات ولقد كان عندنا أمينا صادقا إلا أنه قد كان فيه خصلة، قال: وما هي؟ قالوا: كان يرهق - يعنون يتبع النساء - فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رحمه الله والله لقد كان يحبني حبا لو كان نخاسا لغفر الله له.
* الشرح:
(قصة صاحب الزيت) هذا في بعض النسخ يذكر فيها أيضا فضل المحبة (فتطاول له) تطاول واستطال ارتفع ومد عنقه لينظر إلى شيء يبعد عنه (منذ أيام) وفي كنز اللغة: مذ ومنذ لابتداء زمان وبمعنى في أيضا (قالوا كان يرهق) رهق كفرح غشيه ولحقه أو دنى منه سواء أخذه أم لم يأخذه والرهق محركة السفه والنوك والخفة وركوب الشر والظلم وغشيان المحارم واسم من الإرهاق وهو أن يحمل الإنسان على ما لا يطيقه والكذب والعجلة.
ورهق كفرح في الكل ولما كان الرهق يجيء لهذه المعاني بينه عليه السلام بقوله (يعنون يتبع النساء) لعل المراد أنه كان مايلا إلى ملامستهن لا يلزم أن يكون ذلك على وجه الحرام مع إحتماله (لو كان نخاسا لغفر الله له) النخاس بياع الرقيق وهو فظ غليظ القلب فاجر فاسق لا يبالي بالفسوق والتدليس والمكر وقد وردت في ذمه روايات كثيرة منها ما روي عن الباقر عليه السلام «إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن شر الناس من باع الناس»