شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٤٩
الممكنات بلسان الحال حيث تدل بإمكانها وحدوثها وافتقارها على وجود الصانع القديم الواجب بالذات الغني عن الغير من جميع الجهات المنزه عن الاتصاف بصفات الممكنات تحقيقا للفرق بين الصانع والمصنوع وأن تسبيحهم هذا إنما يفقهه من له عقل صحيح ونظر صريح لا غيرهم وان الخطاب في قوله تعالى: (ولكن لا تفقهون تسبيحهم) لهذا الغير.
هذا، ويمكن أن يقال: لجميع الممكنات تسبيح بلسان القال أيضا ولا يبعد إعطاء هذه القدرة لهم من القدرة القاهرة الإلهية ويؤيده نطق الأحجار والحصا للنبي والوصي عليهما السلام وسماعه بعض الحاضرين ونطق الجوارح يوم القيامة كما نطق به القرآن المبين وظاهر قوله تعالى وجلا وتسبيحهم مع عدم الحاجة حينئذ إلى تخصيص الخطاب في قوله (ولكن لا تفقهون) بمن ليس له نظر صحيح ولا إلى حمل التسبيح في الآية على الحقيقة والمجاز أو على القدر المشترك بينهما والله يعلم (والملائكة من مخافتي مشفقون) لعل المراد أنهم من أجل مشاهدة العظمة والمهابة أو من أجل الخوف الحاصل لهم من مشاهدتهما مشفقون من نزول العذاب عليهم بسبب التقصير فيما أمروا به أو من زوال كمالاتهم المحتاجة إليه أو من سقوط منزلتهم لديه والفرق بين الوجهين أن مشاهدة العظمة سبب للإشفاق في الأول والخوف الحاصل منها سبب له في الثاني وفي الأول تجوز باعتبار أنه أريد بالمخافة وهي الخوف من مشاهدة العظمة نفس تلك المشاهدة مجازا وبه فسر بعض المفسرين قوله تعالى في وصف الملائكة: (هم من خشية ربهم مشفقون) نقل عن بعض أهل العرفان أن لله تعالى ملائكة حول العرش يسمون المخلصين تجري أعينهم مثل الأنهار من خشية الله فيقول لهم الرب جل جلاله: ملائكتي ما الذي يخيفكم، فيقولون: ربنا لو أن أهل الأرض اطلعوا من عزتك وعظمتك على ما اطلعنا عليه لما ساغوا طعاما ولا شرابا ولا انبسطوا في فرشهم ولخرجوا إلى الصحراء يخورون كما يخور الثور (والأرض تسبح لي طمعا) في إحيائها بإرسال القطرات وإنزال البركات وفي نسبة الطمع إلى الأرض الموضوعة والوجل إلى السماء المرفوعة رعاية للمناسبة.
(وكل الخلق يسبحون لي داخرين) متذللين تحت ظل الحاجة إلى كمال قدرته صاغرين في الخشوع بين يدي رحمته.
والتسبيح هنا محمول على القدر المشترك بين النطق بالتنزيه المطلق والدلالة عليه لإسناده إلى ما يتصور منه النطق والى ما لا يتصور منه أو عليهما عند من جوز إطلاق اللفظ على معنييه وعلى الاحتمال المذكور سابقا لا حاجة إلى شيء من التوجهين وفي نسبة التسبيح إلى جميع المخلوقين تحريك للناس أجمعين إليه لما أعطاهم من قلب صحيح ولسان فصيح وزيادة الإحسان والإنعام والإكمال توجب زيادة التسبيح والتقديس والإجلال (ثم عليك بالصلاة الصلاة) التكرير للتعظيم
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481