باب من تكره مجالسته ومرافقته * الأصل:
1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عمرو بن عثمان، عن محمد ابن سالم الكندي، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا صعد المنبر قال: (ينبغي للمسلم أن يتجنب مواخاة ثلاثة: الماجن الفاجر والأحمق والكذاب فأما الماجن الفاجر فيزين لك فعله ويحب أنك مثله ولا يعينك على أمر دينك ومعادك ومقاربته جفاء وقسوة ومدخله ومخرجه عار عليك، وأما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه. وربما أراد منفعتك فضرك فموته خير من حياته وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه، وأما الكذاب فإنه لا يهنئك معه عيش، ينقل حديثك وينقل إليك الحديث كلما أفنى أحدوثة مطرها بأخرى مثلها حتى أنه يحدث بالصدق فما يصدق ويفرق بين الناس بالعداوة فينبت السخائم في الصدور، فاتقوا الله عزوجل وانظروا لأنفسكم).
* الشرح:
قوله: (الماجن الفاجر) مجن مجونا صلب وغلط ومنه الماجن لمن لا يبالي قولا وفعلا كأنه صلب الوجه والفاجر هو المنبعث في المعاصي والمحارم.
(والأحمق والكذاب) الأحمق قليل العقل ضعيف الرأي والكذاب كثير الكذب المعروف به وهو الذي صار الكذب عادة له يدل عليه ما رواه ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الكذاب هو الذي يكذب في الشيء؟ قال: «لا ما من أحد إلا أن يكون ذلك منه ولكن المطبوع على الكذب».
(ومقاربته جفاء وقسوة ومدخله ومخرجه عار عليك) الحمل في الثلاثة من باب حمل المسبب على السبب للمبالغة، وفي الكنز: «جفا ستم كردن وقرار نگرفتن چيزى بر جاى خود» ولعل وجه الجفاء أنه لما لم يبال بما قال وما فعل وشق ستر الديانة لا يحفظ حق الصداقة فيقول ويفعل ما يؤذيه ويبيعه باليسير ويهتك عرضه بالحقير، ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه» ووجه القسوة أنه قسى القلب والقساوة مسرية ووجه العار ظاهر (وربما أراد منفعتك فضرك) في الدين والدنيا لعدم علمه بأن كلامه حق أو باطل وفعله حسن أو قبيح فيتكلم بالباطل ويفعل القبيح لقصد المنفعة وهو يضرك ولذلك ورد النهي عن الاستشارة بالأحمق (كلما افنى أحدوثة مطرها بأخرى مثلها) الأحدوثة ما يتحدث به. والمطر