شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٦٣
هذا يجزع الصديقون) أي من عند تمادي الخلق في الغفلة يجزع الصديقون بمشاهدتهم مخالفة الرب وصعوبتها عليهم أو من غير التمادي في الغفلة يجزع الصديقون فأهل التمادي أولى بالجزع أو من غير صراخ الكتاب إلى أحوال القيامة يجزع الصديقون من التقصير لعلمهم بأنه تعالى مستحق للعبادة لذاته ولو لم تكن الجنة والنار كما أشار إليه سيد الوصيين بقوله: «ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك» والله يعلم.
(يا موسى مر عبادي يدعوني على ما كان) من الذنوب والبلايا والحاجات مطلقا ولما كان الاجتهاد في الدعاء وحسن الظن بالله عز وجل أمرا مطلوبا ولا يتحقق ذلك إلا بأن يقر الداعي له تعالى بأوصاف مقتضية لهما أشار إليها بقوله: (بعد أن يقروا لي أني أرحم الراحمين) إذ لولا هذا الإقرار لكان الداعي غافلا أو حاكما بالتساوي أو مرجحا رحمة الغير أو منكرا لرحمته تعالى والكل ينافي الإجتهاد وحسن الظن به تعالى (مجيب المضطرين) إذ لولا الإقرار بأنه يجيب المضطرين كلهم لجوز أن لا يجيبه لعدم المنافاة بين الإيجاب والسلب الجزئين وهذا يوجب الفتور فيما ذكر (واكشف السوء) إذ لو لم يقر بأنه يكشف السوء كله لجوز أن لا يكشف سوءه هذا وهو أيضا ينافي ما ذكر (وأبدل الزمان وآتي بالرخاء) إذ لو لم يقر بأن تبدل الزمان من الرخاء إلى الشدة ومن الشدة إلى الرخاء وإتيان الرخاء منه تعالى لجوز أن يكون من غيره فهذا الغير أولى بالرجوع إليه وهو مناف لما ذكر (واشكر اليسير وأثيب الكثير وأغني الفقير) الإقرار له بقبول اليسير وإثابة الكثير وإغناء الفقير داع إلى ما قلنا (وأنا الدائم العزيز القديم) الإقرار له بالدوام الذي لا انقطاع له والعزة التي لا يغلب معها والقدرة التي لا يقدر شيء على الامتناع منها باعث على ما مر والكل ظاهر (فمن لجأ إليك وانضوى إليك) أي أوى ومال وانضم إليك، وفي الفايق: ضوى إليه وأضواه آواه فانضوى (من الخاطئين) بيان للموصول والظاهر أن ميله إليه عليه السلام بالتوبة والإنابة والاعتراف بالخطأ والتقصير (فقل: أهلا وسهلا) نصبهما بفعل محذوف وجوبا أي أتيت أو صادفت أهلا وعشيرة لا أجانب ووطئت سهلا من البلاد لا حزنا ولا خرابا وهذا الكلام يقوله العرب لإظهار الرضا عن المخاطب وتعظيمه وتوقيره.
(يا رحب الفناء بفناء رب العالمين) الرحب بالضم والسعة وبالفتح الواسع والفناء بالكسر ما امتد من جوانب الدار وفي كنز اللغة: «فنا» استان در، والظرف متعلق بالرحب وصف اللاجىء بأنه واسع الفناء في فناء رب العالمين من باب تشبيه المعقول بالمحسوس لقصد الإيضاح والدلالة على تعظيمه وتوقيره فإن قولنا: فلان واسع المكان في باب السلطان يدل على ذلك والله يعلم (واستغفر لهم وكن لهم كأحدهم) من لطف الله تعالى بعباده المذنبين ورحمته عليهم ومحبته لهم أن أمر رسوله الكريم بالاستغفار لهم وحسن المعاشرة معهم وترك التحشم والاستطالة عليهم
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481