باب اكرام الكريم * الأصل:
1 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل رجلان على أمير المؤمنين (عليه السلام): فألقى لكل واحد منهما وسادة فقعد عليها أحدهما وأبي الآخر فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (اقعد عليها فإنه لا يأبى الكرامة إلا حمار). ثم قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه).
* الشرح:
قوله: (فإنه لا يأبى الكرامة إلا الحمار) ترغيب في قبول الكرامة والتشريف والتعظيم وتنبيه على أنه لا يردها إلا الأحمق الخسيس اللئيم خصوصا إذا كانت من الشريف الكريم ولا يبعد إدراج التحف والهدايا في هذا النحو من الإكرام لشمول التعليل وعموم الدليل.
* الأصل:
2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه).
3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جده قال: (قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لما قدم عدي بن حاتم إلى النبي (صلى الله عليه وآله) أدخله النبي (صلى الله عليه وآله) بيته ولم يكن في البيت غير خصفة ووسادة من ادم فطرحها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعدي بن حاتم).
* الشرح:
قوله: (لما قدم عدي بن حاتم إلى النبي (صلى الله عليه وآله).. اه) عدي بن حاتم الطائي كان رئيس قبيلة بني طي وكان من مشاهير العرب وكان هو وقومه مشركين يعبدون الأصنام فقاتلهم أمير المؤمنين (عليه السلام) بأمر النبي (صلى الله عليه وآله) وغلبهم وكسر أصنامهم وأخذ غنائمهم وهرب عدي إلى الشام ثم تفكر في أن محمدا إما سلطان أو نبي مرسل وعلى التقديرين لابد من صحبته فرجع إلى المدينة فأكرمه النبي (صلى الله عليه وآله) وأدخله بيته كما ذكر فلما رأى شيئا من أخلاق النبوة وآثارها وأسرارها أسلم. والخصفة بالخاء المعجمة واحدة الخصف بالتحريك فيهما من الخصف بالفتح والتسكين وهو ضم الشيء إلى الشيء ويطلق على الثوب الغليظ جدا وعلى الحصير المنسوج من خوص النخل ولعله المراد هنا. والوسادة بفتح الواو وكسرها المتكأ والمخدة والادم بضمتين جمع أديم كرغف ورغيف وهو الجلد أو أحمره أو مدبوغة وبالضم والسكون للجمع.