(ولها عندي سلطان في معاد الآخرة) أي حجة مقبولة لا مرد لها وهي طلب الوصل منه تعالى لمن وصلها وطلب القطع لمن قطعها.
روى المصنف بإسناده عن الفضيل بن يسار قال قال أبو جعفر (عليه السلام) «إن الرحم معلقة يوم القيامة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني» وباسناده عن يونس بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «أول ناطق من الجوارح يوم القيامة الرحم تقول: يا رب من وصلني في الدنيا فصل اليوم ما بينك وبينه ومن قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك وبينه».
أقول: الرحم تصدق على رحم آل محمد (صلى الله عليه وآله) بل هي أعظمها وأحفظها روى المصنف بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول: «إن الرحم معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني وهي رحم آل محمد وهو قول الله عز وجل (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) ورحم كل ذي رحم» وفيه أيضا روايات آخر (وأنا قاطع من قطعها وواصل من وصلها) لعل المراد بوصله تعالى من وصلها رحمته لهم وعطفه عليهم بنعمه الدائمة الباقية أو وصله لهم بأهل ملكوته والرفيق الأعلى أو قربه منهم وشرح صدورهم لمشاهدة عظمته أو جميع أنواع الإكرام والإفضال.
(وكذلك أفعل بمن ضيع أمري) التكويني والتكليفي لأن من ضيع الغرض من التكوين والتكليف بالعصيان استحق العقوبة والخذلان (يا موسى أكرم السائل إذا أتاك) ولو كان راكبا أو على ثياب التجمل أو مجهول الحال إلا أن تكون العطية زكاة مفروضة فإنه لابد من تفتيش حاله (برد جميل أو إعطاء يسير) خصوصا إذا أتاك في الليل، لما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «إذا طرقكم سائل ذكر بليل فلا تردوه» والمراد بالرد الجميل ما لا يؤدي إلى أذاه وكسر قلبه مثل أن يقول: الله يعطيك أو يعطينا الله وإياك ونحو ذلك وذكر اليسير للتسهيل وإلا فيجوز الكثير أيضا ويفهم من بعض الروايات أن أقل ما يعطى دون الدرهم وأكثره أربعة دوانيق والروايات المرغبة في إعطائه كثيرة ومنافعه جليلة وأجوره جزيلة حتى روي: «لو يعلم المعطي ما في العطية ما رد أحد أحدا».
وروي: «لولا أن المساكين يكذبون ما أفلح من ردهم» إلا أنه أشار إلى بعض العلل والمرغبات فيه بقوله: (فإنه يأتيك) بصورة إنسان معروف أو غير معروف في الليل أو النهار (من ليس بإنس ولا جان) في الواقع (ملائكة الرحمن) بدل عن الموصول وفي ذكر الرحمن إشعار بأن ذلك من باب الرحمة والشفقة ليشكروا لك إن شكرت (يبلونك كيف أنت صانع فيما أوليتك) أي أعطيتك والظاهر أن يبلونك بتخفيف النون وسكون الواو، وضمها مع شد النون محتمل.
(وكيف مواساتك فيما خولتك) من النعم والتحويل الإعطاء والمواساة فيما خولتك من النعم والتخويل الإعطاء والمواساة أن تنيل غيرك من مالك وتجعله أسوة فيه وفي القاموس: واساه بماله