شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٥١
(ولها عندي سلطان في معاد الآخرة) أي حجة مقبولة لا مرد لها وهي طلب الوصل منه تعالى لمن وصلها وطلب القطع لمن قطعها.
روى المصنف بإسناده عن الفضيل بن يسار قال قال أبو جعفر (عليه السلام) «إن الرحم معلقة يوم القيامة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني» وباسناده عن يونس بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «أول ناطق من الجوارح يوم القيامة الرحم تقول: يا رب من وصلني في الدنيا فصل اليوم ما بينك وبينه ومن قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك وبينه».
أقول: الرحم تصدق على رحم آل محمد (صلى الله عليه وآله) بل هي أعظمها وأحفظها روى المصنف بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول: «إن الرحم معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني وهي رحم آل محمد وهو قول الله عز وجل (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) ورحم كل ذي رحم» وفيه أيضا روايات آخر (وأنا قاطع من قطعها وواصل من وصلها) لعل المراد بوصله تعالى من وصلها رحمته لهم وعطفه عليهم بنعمه الدائمة الباقية أو وصله لهم بأهل ملكوته والرفيق الأعلى أو قربه منهم وشرح صدورهم لمشاهدة عظمته أو جميع أنواع الإكرام والإفضال.
(وكذلك أفعل بمن ضيع أمري) التكويني والتكليفي لأن من ضيع الغرض من التكوين والتكليف بالعصيان استحق العقوبة والخذلان (يا موسى أكرم السائل إذا أتاك) ولو كان راكبا أو على ثياب التجمل أو مجهول الحال إلا أن تكون العطية زكاة مفروضة فإنه لابد من تفتيش حاله (برد جميل أو إعطاء يسير) خصوصا إذا أتاك في الليل، لما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «إذا طرقكم سائل ذكر بليل فلا تردوه» والمراد بالرد الجميل ما لا يؤدي إلى أذاه وكسر قلبه مثل أن يقول: الله يعطيك أو يعطينا الله وإياك ونحو ذلك وذكر اليسير للتسهيل وإلا فيجوز الكثير أيضا ويفهم من بعض الروايات أن أقل ما يعطى دون الدرهم وأكثره أربعة دوانيق والروايات المرغبة في إعطائه كثيرة ومنافعه جليلة وأجوره جزيلة حتى روي: «لو يعلم المعطي ما في العطية ما رد أحد أحدا».
وروي: «لولا أن المساكين يكذبون ما أفلح من ردهم» إلا أنه أشار إلى بعض العلل والمرغبات فيه بقوله: (فإنه يأتيك) بصورة إنسان معروف أو غير معروف في الليل أو النهار (من ليس بإنس ولا جان) في الواقع (ملائكة الرحمن) بدل عن الموصول وفي ذكر الرحمن إشعار بأن ذلك من باب الرحمة والشفقة ليشكروا لك إن شكرت (يبلونك كيف أنت صانع فيما أوليتك) أي أعطيتك والظاهر أن يبلونك بتخفيف النون وسكون الواو، وضمها مع شد النون محتمل.
(وكيف مواساتك فيما خولتك) من النعم والتحويل الإعطاء والمواساة فيما خولتك من النعم والتخويل الإعطاء والمواساة أن تنيل غيرك من مالك وتجعله أسوة فيه وفي القاموس: واساه بماله
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481