شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٥٥
قبل أخيه.
(فكيف تثق بالصاحب بعد الأخ والوزير) يعني لم تبق الوثوق بالأخ مع كمال قربه منك وحمله الثقل عنك فكيف تثق بغيره وفيه مبالغة في الحزم وإخفاء النعم عن الغير لكثرة أهل الحسد (يا موسى ضع الكبر ودع الفخر) الكبر رذيلة تحت الفجور مقابل التواضع وهو أن يعتقد الإنسان أنه أعظم من الغير بأن يرى لنفسه مرتبة من الحال والكمال أو المال والنسب وللغير مرتبة ثم يعتقد أن مرتبته فوق مرتبة ذلك الغير ويوجب ذلك نفحة وهزة وتعززا وتعظما وركونا إلى ما اعتقد من كمالها وشرفها على الغير ولو حصل لها هذه الأمور مع قطع النظر عن الغير كان ذلك عجبا، وآفات الكبر وثمراته الفاسدة من الأعمال الباطنة والظاهرة والتروك كثيرة غير محصورة ذكرنا بعضها في شرح الأصول، والفخر التمدح بالخصائل وإظهار السرور بالفضائل ونحوها والركون إليها لا من جهة إضافتها إلى الله عز وجل باعتبار أنها منه ومن جلائل نعمه عليه وأما لو ذكرها ونسبها إليه تعالى لإظهار شكره فليس ذلك بفخر ولذلك قال (صلى الله عليه وآله): «أنا سيد أولاد آدم ولا فخر» (واذكر أنك ساكن القبر) في الحال أو في المآل والأول أظهر لأن اسم الفاعل في الاستقبال مجاز وقوله عليه السلام:
«موتوا قبل أن تموتوا» إشارة إلى هذا (فليمنعك ذلك من الشهوات) لأن ذكر الموت الذي هو هادم اللذات يمنع النفس عن الميل إلى الشهوات ويبعثها على المسارعة إلى الخيرات فكيف فرض حصوله بالفعل.
(يا موسى عجل التوبة وأخر الذنب) تعجيل التوبة من الذنوب والتقصير مطلوب لدلالة الآيات والروايات على أنها فورية ولأن رفع سواد الذنب قبل استقراره وتمكنه في لوح النفس أسهل مع إمكان ورود الموت قبلها بغتة وهو مستلزم لشدة الحسرة وطول الندامة يوم القيامة وكذا تأخير الذنب مطلوب فلعل الله يحول بينك وبينه ويصرف نفسك عنه برحمته ويمكن أن يكون تأخيره كناية عن تركه رأسا وصرف النفس عن الميل إليه قطعا، روي «إن ترك الذنب أسهل من التوبة عنه».
(وتأن في المكث بين يدي في الصلاة) المكث مثلثا ويحرك اللبث والتأني التلبث فالتأني في المكث تأكيد ومبالغة فيه روي: «إن ملكا موكل ينادي لو يعلم المصلي من يناجي ما انفتل» (ولا ترج غيري) صرف وجه الرجاء إليه لا إلى غيره في الأمور الأخروية مثل الثواب ورفع الدرجات وغيرهما ظاهر ولكن لابد من العمل لها لئلا يكون ذلك الرجاء سفها وحمقا كما دلت عليه الروايات وكذا في الأمور الدنيوية لأنها أما أسباب أو مسببات وزمام كلها بيد قدرته فلو كان في حصول المرجو مصلحة حصل له في أقرب الأوقات من غير أن يذل نفسه ويضطرب برجاء غيره، إذ قد لا يكون ذلك الغير محلا لرجائه أو كان ولا يقضيه أو يقتضيه ويمن عليه ولو لم يمن لم يخرج
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481