باب ن يجب ان يبدأ بالسلام * الأصل:
1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير).
* الشرح:
قوله: (يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير) أما بداية الصغير على الكبير فلأن للكبير على الصغير فضلا في السن فحصل له بذلك مزية التقدم بالتحية نعم لو كان للصغير فضائل نفسانية مثل العلم والأدب دون الكبير لا يبعد القول بالعكس لأن مراعاة الفضل البدني يقتضي مراعاة الفضائل النفسانية بالطريق الأولى ولأن العالم له نسبة مؤكدة إلى النبي والأئمة المعصومين (عليهم السلام) دون الجاهل ومن اعتبر حال بعض الأئمة وبعض الأنبياء (عليه السلام) علم أن تقدمهم على غيرهم مع صغر سنهم إنما كان لأجل كمالاتهم وحمل الصغير والكبير على الصغير المعنوي والكبير المعنوي مستبعد، وأما بداية المار على القاعد فلأن القاعد قد يقع في نفسه خوف من القادم فإذا ابتدء القادم بالسلام أمن أو لأن القاعد لو أمر بالبداية على المارين شق عليه لكثرة المارين بخلاف العكس وأما بداية القليل على الكثير فلفضيلة الجماعة وأيضا لو بدأت الجماعة على الواحد خيف منه الكبر ويحتمل غير ذلك والله تعالى يعلم.
* الأصل:
2 - علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (القليل يبدؤون الكثير بالسلام والراكب يبدأ الماشي وأصحاب البغال يبدؤون أصحاب الحمير وأصحاب الخيل يبدؤون أصحاب البغال).
* الشرح:
قوله: (والراكب يبدأ الماشي.. اه) اما بداية الراكب الماشي فلأن الراكب فضلا دنيويا فعدل الشرع بينهما فجعل للماشي فضيلة أن يبدأ بالسلام، واما لأن الماشي قد يخاف من الراكب فإذا سلم عليه أمن أو لأنه لو ابتدأ الماشي بالسلام على الراكب خيف من الراكب الكبر وهذه التعاليل يجري فيما بعد أيضا.