شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٤١
احتمال آخر بعيد وهو أن يراد بالنفس الثانية النفس المطمئنة وبالأولى النفس الأمارة وهي محل التهمة لأنها كثيرا ما ترى أن الشر خير والخير شر ويحكم على العابد بأن عبادته مقبولة قطعا واقعة على حد الكمال الموصل إلى المطلوب وهذا الوهم مبدأ للتعجب بالعبادة والتقاصر عن الازدياد والخروج عن التقصير وغير ذلك من المفاسد وكل ذلك من المهلكات (ولا تأتمن ولدك على دينك) مع أنه أقرب الناس منك وأشفقهم لك فغيره أولى بعدم الايتمان منه. وفيه حث على التقية والتقية دين جميع المرسلين والصالحين والأخبار فيه كثيرة بعضها مذكور في كتاب الأصول (إلا أن يكون ولدك مثلك يحب الصالحين) دل على جاز إظهار الدين للقابلين له والصالحين وهو كذلك ليبقى في الآخرين والروايات الدالة عليه بل على وجوبه أيضا كثيرة.
(يا موسى اغسل واغتسل واقترب من عبادي الصالحين) كأنه أمره (عليه السلام) بغسل الباطن من الرذايل والعيوب وغسل الظاهر من الأخباث والذنوب أو بالوضوء من الأصغر والغسل من الأكبر أو بالجميع وفيه ترغيب في مجالسة الصالحين ومخالطتهم وهم الذين يوجب ذكر الله تعالى رؤيتهم ويزيد في العلم منطقهم (يا موسى كن إمامهم في صلاتهم) أمر بالجماعة فيها أو بتعليم أحكامها أو بالجميع (وإمامهم فيما يتشاجرون) أي يتنازعون من أمور دينهم ودنياهم (واحكم بما أنزلت عليك) الظاهر أن وجوب الحكم بما أنزله الله تعالى غير مختص بالنبي والوصي وأن من حكم بالاجتهاد والرأي بغيره فهو من الفاسقين كما دل عليه القرآن المبين والتخصيص لابد له من مخصص إلا أن يدعى أن الحكم الاجتهادي المخالف أيضا مما أنزله الله تعالى. وهو كما ترى مع أنه أيضا يحتاج إلى دليل آخر (فقد أنزلته حكما بينا متضحا ظاهرا غير مشتبه.
(وبرهانا نيرا) حجة مشرقة دلالته ظاهرة على ما فيه من الأحكام وغيرها داعية للخلق إليها (ونورا ينطق بما كان في الأولين وبما هو كائن في الآخرين) النور هو الظاهر بنفسه لضيائه وشعاعه والمظهر لغيره لإضاءة انارته، شبهه بالنور واستعار له لفظه استعارة تحقيقية باعتبار الاهتداء به في سلوك سبيل الله إلى المطالب الحقيقية والأسرار اليقينية والأحكام الربوبية وشبه دلالته على ما كان فيه بنطق الناطق واستعار له لفظ ينطق استعارة تبعية والمراد بالأولين والآخرين الموجودون في عصره (عليه السلام) والذين يوجدون بعده إلى قيام شريعته أو من لدن آدم (عليه السلام) إلى آخر الدهر (أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق) الوصية العهد والأمر بحفظه والشفق محركة الشفقة والرأفة وحرص الناصح على صلاح المنصوح وهو شفيق ومشفق والتكرير للمبالغة أو المراد الشفيق المشفق على الناس (بابن البتول عيسى بن مريم) سميت مريم بتولا لانقطاعها عن الرجال ولم يكن لها شهوة فيها وأما فاطمة عليها السلام فسميت بتولا لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا ونسبا، وقيل: لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى (صاحب الإتان والبرنس) الإتان
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481