باب فضل حامل القرآن 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي، عن سليمان بن الجعفر الجعفري، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلال النبيين والمرسلين فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم، فإن لهم من الله العزيز الجبار لمكانا [عليا]).
* الشرح:
قوله: (إن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين) المراد به من تعلمه وحفظه وواظب على تلاوته والعمل بما فيه، فإن كل ذلك يصدق عليه أن من أهل القرآن بل صدقه على العامل أولى من صدقه على القارئ، لأن العمل هو المقصود بالذات، والقراءة تابعة وصدقة على القارئ العامل أولى من صدقه على أحدهما.
* الأصل:
2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد، جميعا، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة).
* الشرح:
قوله: (الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة) من طريق العامة «مثل الماهر بالقرآن مثل السفرة» في النهاية هم الملائكة جمع سافر، والسافر في الأصل الكاتب سمي به لأنه يبين الشيء يوضحه، قوله تعالى: (بأيدي سفرة كرام بررة) وفي كتاب إكمال الإكمال لشرح مسلم هو الملائكة سموا بذلك لنزولهم بما يقع به الصلاح بين الناس تشبيها بالسفير، وهو الذي يصلح بين الرجلين، وقيل: لأنهم يسفرون بين الله تعالى وأنبيائه عليهم السلام بالوحي، وقيل: هم الكتبة من الملائكة، لأنهم ينتسخون الكتب من اللوح المحفوظ، وقيل: هم الأنبياء، لأنهم سفراء بينه تعالى وبين عباده.
والمراد بكونهم كراما أنهم أعزاء على الله تعالى أو متعطفون على المؤمنين، مستغفرون لهم.
وبكونهم بررة أنهم مطيعون له تعالى، فاعلون للخيرات، منزهون عن النقائص والسيئات. والظاهر أن المراد بكونه الحافظ للقرآن معهم أنه معهم في درجتهم ومنازلهم في الآخرة ورفيق لهم فيها لاتصافه بصفتهم في جملة كتاب الله عز وجل، وقيل: المراد أنه عامل بعملهم كما يقال: فلان مع