باب في كم يقرأ القرآن ويختم * الأصل:
1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن الحسين بن المختار، عن محمد بن عبد الله قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أقرء القرآن في ليلة؟ قال: (لا يعجبي أن تقرأه في أقل من شهر).
* الشرح:
قوله: (لا تعجبني أن تقرأه في أقل من شهر) والأدب أن تجزأه ثلاثين جزءا، وتقرء كل يوم وليلة جزء واحد بترتيل، وترسل، وتفكر في معانيه الظاهرة والباطنة، ويقف عند آية فيها ذكر الجنة، وآية فيها ذكر النار، وتطلب الأولى وما يوجب الدخول فيها، وتتعوذ من الثانية وما يوجب الوصول إليها مع تضرع، وخشوع، وبكاء على قدر الإمكان.
* الأصل:
2 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، عن علي بن أبي حمزة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير: جعلت فداك أقرء القرآن في شهر رمضان في ليلة؟ فقال:
(لا، قال: ففي ليلتين؟ قال: لا، قال: ففي ثلاث؟ قال: ها وأشار بيده، ثم قال: يا أبا محمد إن لرمضان حقا وحرمة لا يشبهه شيء من الشهور وكان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل. إن القرآن لا يقرأ هذرمة، ولكن يرتل ترتيلا وإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها واسأل الله عزوجل الجنة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار.
* الشرح:
قوله (قال ففي ثلاث قالها وأشار بيده) «هاء» كلمة تنبيه للمخاطب ينبه على ما يساق إليه من الكلام كذا في النهاية وكأنه (عليه السلام) أشار بيده إلى الرخصة ويؤيده حديث آخر الباب والإشارة إلى السكوت محتملة والرخصة حينئذ مستفاد من قوله:
(ثم قال يا أبا محمد ان لرمضان حقا وحرمة) التنكير للتعظيم أو للتكثير (ولا يشبهه شيء عمن الشهور) لكثرة العبادة المطلوب فيه ومن جملتها تلاوة القرآن فتلاوته في كل ثلاث حسن وفي كل شهر أو أقل منه أو أكثر من ثلاث أحسن كما أشار بقوله:
(وكان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل) لرعاية الترتيل والتفكر فيه كما أشار إليه بقوله (إن القرآن لا يقرأ هذرمة) هي السرعة في الكلام والمشي ويقال للتخليط هذرمة كذا في النهاية (ولكن يرتل ترتيلا) فيه آداب التلاوة في الصلاة وغيرها ومثله موجود من