شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٥٠
والاهتمام و «عليك» للإيجاب والإلزام (فإنها مني بمكان) قريب على منيع ومقام شريف سني رفيع، والتنوين العظيم.
(ولها عندي عهد وثيق) لعل المراد به أن من حفظها وحفظ حرمتها وفعلها في أوقاتها وراعى حدودها وأركانها وشرائطها جعله من عباده المقربين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن من ضيعها وضيع حقوقها ضيعه تبارك وتعالى وجعله من الأخسرين، ثم أمر بأداء ما هو قريب من الصلاة في الفضل والأجر وهو الزكاة فقال: (وألحق بها ما هو منها) أي من الصلاة أو قريب منها وفي رواية: (إن من منع الزكاة وقفت صلاته حتى يزكي» وفي أخرى: «زكوا أموالكم تقبل صلاتكم» ولذلك قارنها عز وجل بالصلاة في القرآن (زكاة القربان) بيان للموصول أو بدل منه والقربان إما مصدر بمعنى القرب أو ما يتقرب به إلى الله تعالى، والإضافة إلى على الأول لامية من باب إضافة السبب إلى المسبب وعلى الثاني بيانية وحملة على ما كان معروفا في سالف الزمان بعيد (من طيب المال والطعام) لا من خبيثه ومعيوبه إلا إذا كان المال كله أو بعضه معيوبا فإنه يجوز المعيوب أو الموزع حينئذ (فإني لا أقبل إلا الطيب يراد به وجهي) الجملة حال عن الطيب والقبول مشروط بأمرين إخراج الطيب وقصد القربة.
(واقرن مع ذلك صلة الأرحام) في القاموس: الرحم بالكسر وككتف بيت منبت الولد ووعاؤه والقرابة أو أصلها أو أسبابها وقال بعض العلماء: المراد بالرحم قرابة الرجل من جهة طرفيه آبائه وإن علوا وأبنائه وإن سفلوا وما يتصل بالطرفين من الأعمام والعمات والأخوة والأخوات وأولادهم، والظاهر أنه لا خلاف في وجوب صلتها في الجملة لدلالة ظاهر الآيات والروايات على العقوبة بتركها، وللصلة درجات متفاوتة بعضها فوق بعض وأدناها الكلام والسلام وجوابه وترك المهاجرة وتختلف أيضا باختلاف القدرة عليها والحاجة إليها فمن الصلة ما يجب ومنها ما يستحب ومن وصل بعض الصلة ولم يبلغ أقصاها هل هو واصل أو قاطع فيه تأمل، وفوائدها المستفادة من الأخبار كثيرة فإنها توجب زيادة العمر والمال والرزق والمحبة والعون عند الحاجة والتزكية في العمل والسماحة وتحسين الخلق وتطييب النفس وتعمير الديار والوقاية من مصارع السوء والعصمة من الذنوب (فإني أنا الله الرحمن الرحيم والرحم أنا خلقتها من رحمتي ليتعاطف بها العباد) أشار بالجلالة إلى ذاته المقدسة الملحوظة معها الألوهية المقتضية لانقياد كل شيء له فيما يريد ويكره للترغيب فيه وأشار بالرحمن الرحيم إلى اتصافه بالرحمة الكاملة التي وسعت كل شيء، ثم أشار إلى أنه خلق الرحم من رحمته للتوالد والتناسل فضلا على العباد وإحسانا إليهم ليتعاطف بعضهم بعضا ولم يخلق كل واحد من تراب كما خلق آدم عليه السلام منه لأن الأول أقوى في التعاطف فلابد من اتصاف الرحم بالرحمة والتعاطف لئلا يفوت نظامهم والغرض من خلقها.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481