حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) * الأصل:
24 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هلاك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: كان يقول: إن أحبكم إلى الله عز وجل أحسنكم عملا وإن أعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عند الله رغبة وإن أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله وإن أقربكم من الله أوسعكم خلقا وإن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله وإن أكرمكم على الله أتقاكم لله.
* الشرح:
(حديث علي بن الحسين عليهما السلام) فضل فيه رجالا بخصال فيهم لفظا وأمرهم بها معنى (إن أحبكم إلى الله عز وجل أحسنكم عملا) أي أصوبكم عملا بخلوص النية وحضور القلب وقد فسره الصادق عليه السلام به في قوله تعالى: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) قيل محبته تعالى لعبده إرادته لثوابه وتكميله وما هو خير له (وإن أعظمكم عملا) أي أحسنكم إطلاقا للمسبب على السبب لأن حسن العمل سبب لعظمته فكلما ازداد ازدادت (أعظمكم فيما عند الله رغبة) إذ عظمة الرغبة فيما عند الله من الأجر والثواب والكرامة والسعادة والنعمة والفضل والإحسان يوجب المبالغة في عظمة العمل وتكثيره وحسنه وتخليصه عن شوايب النقص (وإن أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله) الخشية له تعالى تابعة للعلم بعظمته وقدرته وغلبته على جميع ما سواه وغناه عنهم وشدة حاجتهم وفقرهم وفاقتهم إليه جل شأنه ولذلك قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ومن البين أنها جاذبة إلى فعل الطاعات وترك المنهيات الموجبين للنجاة فكلما كانت الخشية أكمل وأوفى كانت النجاة أتم وأقوى (وإن أقربكم من الله أوسعكم خلقا) على خلق الله والمراد بالقرب القرب المعنوي وهو السعادة العظمى والغاية الكبرى للسالكين إليه تعالى وبالخلق سداد النفس بفواضلها، ومن ثم قيل: يندرج فيه كثير من الفضايل مثل الصلة والبر واللطف والمراعاة والمواساة والرفق وحسن الصحبة بين العشيرة وغيرهم (وأرضاكم عند الله أسبغكم على عياله) في الطعام والشراب واللباس كما وكيفا مع القدرة وعدم الاسراف ورضاه تعالى عن العبد يعود إلى ثوابه له، وقيل: الرضا قريب من المحبة ويشبه أن يكون أعم منها لأن كل محب راض عما أحبه ولا ينعكس فرضاه تعالى عن العبد يعود إلى علمه بموافقته لأمره وطاعته له (وإن أكرمكم على الله أتقاكم) كما دلت عليه الآية الكريمة وفي «على» دلالة على لزوم الإكرام