شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٤٦
اتصاف الصوت به مجازا لاتصاف صاحبه به بقراءة ما يوجب حزنه من أحوال الحشر والنشر والثواب والعقاب وغيرها مما يتحير فيه أولوا الألباب أو كناية عن البكاء (اطمئن عند ذكري) كل قلب صحيح طالب للحق يطمئن عند ذكره ويسكن إليه ويستقر فيه ويتخلص من الاضطراب لوصوله إلى مطلوبه واتصاله به اتصالا معنويا فإذا لم يذكره أو ذكره ولم يحصل له الاطمئنان كان سقيما مضطربا متصفا بالنفاق غير دافع عنه علايق الإمكان وغواشي الأبدان الموجبة للاضطراب ولكل واحد من الاطمينان والاضطراب مقامات متفاوتة ودرجات متباعدة وأسباب متكثرة لا يليق بهذا المختصر ذكرها (وذكر بي من يطمئن إلي) ترغيب في تذكر من يتذكر ويطمئن قلبه إلى الله وتعليمه لأن منع التذكير والتعليم من القابل ظلم وأما غيره من لا رجاء في تذكيره وتعلمه واطمينانه أو خيف منه فهو جدير بالإعراض عنه.
(واعبدني ولا تشرك بي شيئا) شركا جليا وخفيا وقت العبادة وبعدها إذ العبادة الخالصة عنه هي التي لا يكون الغرض منها إلا الله ولا يقصد لها حامد سواه في وقت من الأوقات (وتحر مسرتي) أي ما يوجب سروري وفي تعميمه دلالة على طلب جميعه وهو إنما يكون بضبط جميع الحركات والسكنات وحصره على ما فيه رضاه، ثم رغب فيما ذكر بذكر أمرين مقتضيين للامتثال به أحدهما كمال قوته تعالى واستحقاقه لذلك والثاني كمال ضعف المخاطب واحتياجه إليه فأشار إلى الأول على سبيل المبالغة في التأكيد والحصر بقوله:
(فإني أنا السيد الكبير) هو السيد أي الملك الواجب الطاعة كما صرح به في العدة والكبير لا بالمقدار والجسمية بل بالاستغناء عن الغير بما له من الصفات الكمالية الذاتية والشرف والعلية وأشار إلى الثاني بقوله: (إني خلقتك من نطفة من ماء مهين) الثاني بدل للأول أو من بيان لنطفة والمهين الحقير والضعيف والقليل (من طينة أخرجتها من أرض ذليلة ممشوجة) من ابتدائية وذليلة من الذل بمعنى الهوان والحقارة وكل شيء غيره تعالى ذليل تحت أمره وقدرته، وممشوجة من المشج وهو الخلط وهي صفة ثانية لطينة، والمراد بها طينة خلق الله تعالى منها آدم عليه السلام كما نطق به القرآن الكريم وهي مخلوطة مأخوذة من حزن الأرض وما غلظ منها ومن سهلها وما لان منها ومن عذبها وما طاب منها ومن سبخها وما ملح منها وبالماء العذب والماء الأجاج فخلق منها صورة حسنة ذات أحناء وأضلاع وذات مفاصل وأعضاء ونفخ فيها من روحه كما صرح به أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه (فكانت بشرا) كاملا ناطقا عاقلا عالما مفكرا مدركا لما في عالم الملك والملكوت فايقا على الملائكة المقربين في العلم والمناظرة (فأنا صانعها خلقا) عظيما وهو تأكيد للسابق والتأسيس محتمل (فتبارك وجهي) أي تنزه ذاتي عن النقايص (وتقديس صنعي) أي تطهر عن العيوب والنواقص (ليس كمثلي شيء) الكاف زائدة أو المقصود
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481