شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٤٠
أمير الأمة خلقا مطلوبا خصوصا إذا لم يجد غيره إلا بتصنع وتكلف لئلا يشق ذلك على ضعفائهم ولو وجد غيره على وجه مشروع كان لبسه أيضا جائز لئلا يعيروا بذلك كما مر كل ذلك في كتاب الحجة (تخفى على أهل الأرض وتعرف في أهل السماء) الظاهر أنه حال والأول ناظر إلى الأول والثاني إلى الثاني (حلس البيوت) أي كن حلس البيوت الحلس بالكسر ويحرك كساء يلقى على ظهر البعير تحت القتب وبساط يبسط في البيت، وفي بعض النسخ «جليس البيوت» بالجيم والياء بعد اللام أمره عليه السلام بلزوم البيت وعدم الخروج منه إلا بقدر الضرورة وحثه على العزلة للاشتغال بطاعة الله تعالى والبكاء والندم على خطيئته ومنافع عزلة العالم عن شرار الخلق كثيرة ولذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام: «فطوبى لمن لزم بيته وأكل قوته واشتغل بطاعة ربه وبكى على خطيئته».
(مصباح الليل) الإضافة بتقدير «في» والمصباح استعارة له (عليه السلام) والوجه هو الإضاءة والإنارة والغرض هو التحريص على الاشتغال بالقيام في الليل لأن العابد فيها يضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض وكذلك البيت الذي يعبد فيه (واقنت بين يدي قنوت الصابرين) القنوت الطاعة والخشوع والصلاة والدعاء والعبادة والقيام وطول القيام والكل هنا محتمل وله مراتب وأعظم مراتبه قنوت الصابرين على تحمل المشقات في العبادات لوجه الله تعالى.
(وصح إلى كثرة الذنوب صياح الهارب من عدوه) طلبا للمستغاث وهو كناية عن البكاء والتضرع والدعاء والإنابة إليه والاستعانة به (واستعن بي على ذلك) في الأمر بالاستعانة به إيماء إلى أن صرف النفس عن المهلكات وميلها إلى الطاعات إنما يتيسر بالاستعانة منه تعالى لأن النفس أمارة بالسوء (فإني نعم العون ونعم المستعان) ترغيب في الاستعانة به لأن المضطر إليها لا يتركها إذا علم أنه يعينه قطعا (يا موسى إني أنا الله) هذا الحكم وإن كان معلوما لكل عاقل لا مجال للإنكار فيه إلا أن العباد لما قصروا في رعاية حقوقه صاروا كأنهم منكرون له فلذلك وقع فيه التأكيد والحصر.
(فوق العباد والعباد دوني) بالقهر والغلبة والقدرة والقوة والعلية والشرف والكمال (وكل لي داخرون) أي صاغرون ذليلون من دخر كمنع وفرح دخورا صغر وذل وليس الغرض من هذا الخبر إفادة الحكم ولا لازمه بل الحث على طاعته وانقياده وامتثال أوامره ونواهيه ومواعظه ونصايحه (فاتهم نفسك على نفسك) بكشف سرك أو بكتمانه ولا تعتمد عليها فضلا عن غيرها ففيه مبالغة في كتمانه بإنك إذا لم تعتمد على نفسك مع أنها أولى بحفظ سرك فكيف تعتمد على غيرك وهذا نظير قول أبي الحسن (عليه السلام) في الترغيب والمبالغة في كتمانه: «إن كان في يدك هذه شيء فإن استطعت أن لا تعلم هذه فافعل» والفرق بين الفاعل والمفعولين بالاعتبار والحيثية ولهذا الكلام
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481