شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٤٥
المؤمنين (عليه السلام) حين وصف القرآن بأنه النور المقتدى به بقوله: «فاستنطقوه ولن ينطق لكم ولكن أخبركم عنه ألا أن فيه علم ما يأتي والحديث عن الماضي ودواء دائكم ونظم ما بينكم» وسر ذلك أنه (عليه السلام) لسان القرآن ينطق بدواء داء القلوب وذلك الداء هو الرذائل المنقصة ودواؤه لزوم الفضائل العلمية والعملية المشتمل عليها القرآن الكريم، ونظام ما بينهم إشارة إلى ما اشتمل عليه من القوانين الشرعية والحكم السياسية التي بها نظام العالم (فصل عليه يا بن عمران فإني أصلي عليه وملائكتي) المشهور أن الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن المؤمنين الدعاء وهو طلب الرحمة، وقال الشهيد الثاني: أصل الصلاة الدعاء إلا أنها من الله تعالى الرحمة مجازا ورجحه على المشهور بأن المجاز خير من الاشتراك كما بين في الأصول ثم قال: وغاية السؤال بها عائدة إلى المصلي لأن الله تعالى قد أعطى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من المنزلة والزلفى ما لا يؤثر فيه صلاة مصلي كما نطقت به الأخبار وصرح به العلماء الأخيار ولك أن تقول أن الصلاة لها تأثير في حصول السرور له (صلى الله عليه وآله) وهذا أيضا فائدة.
(يا موسى أنت عبدي وأنا إلهك) الغرض منه تحريكه إلى الإتيان بحقيقة العبودية ورعاية حقوق الألوهية والانقطاع عن الغير لا مجرد الأخبار بمضمونه (لا تستذل الحقير الفقير) يمكن أن يراد بالحقير له أعوان وأنصار وبالفقير من ليس له أموال وأسباب واستذلاله يتحقق بترك حقوق الأخوة وهي كثيرة كما مر في الأصول (ولا تغبط الغني بشيء يسير) أي لا تتمن مثل ما في يده من متاع الدنيا وهو شيء يسير بذاته وبالنسبة إلى مالك في الدنيا والآخرة (وكن عند ذكري خاشعا) في الباطن والظاهر بصرف كل منهما فيما طلب منه والفراغ عن غيره والذكر شامل لذكر القلب واللسان وسائر العبادات (وعند تلاوته برحمتي طامعا) برحمتي متعلق بما بعده والتقديم للاهتمام أو للحصر للتنفير عن الرياء والسمعة.
والظاهر أن الضمير المجرور راجع إلى الذكر وعوده إلى الكتاب وهو التورية بقرينة المقام محتمل بعيد (واسمعني لذاذة التورية) بصوت خاشع حزين.
اللذة نقيض الألم واللذاذة مصدر فعلها لازم ومتعد يقال: لذ بشيء لذاذة صار ذا لذة ولذذته أنا لذاذة التذذت به ووجدته لذيذا وفي كنز اللغة: لذاذة خوش مزه شدن وخوش مزه يافتن فإضافتها إلى التوراة على الأول إلى الفاعل وعلى الثاني المفعول ثم هي في الأصل للأكل والشرب وشاع استعمالها في كل ما يلتذ به مثل الصوت والكلام والزمان الخالي عن الشرور ونحوها فلا يرد أن اللذة مدركة بالذوق لا بالسمع وخشوع الصوت خضوعه وخفضه قال الله تعالى (وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) أي خضعت وخفضت والهمس الصوت الخفي وحزن الصوت رقته، يقال: فلان يقرأ بالتحزين أي يرقق صوته ولو كان المراد بالحزن خلاف السرور كان
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481