شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٦١
ينظر إلى الآخرة ومقاماتها وأحوال الناس فيها ودرجاتها ويبصر نعيمها وشهواتها لا يكل ولا يضعف نظره ولا يسكن ولا يصرف عنها بصره (قد حالت شهوتها بينه وبين لذة العيش) في الدنيا لأن ملاحظته فضل الآخرة على الدنيا وعلمه بأحوال المعاد بعثه على شهوة الآخرة والعمل لها وتركه لذة عيش الدنيا (فأدلجته بالأسحار) الإدلاج بتخفيف الدال السير في أول الليل وبالتشديد السير في آخره ولعل التعدية باعتبار تضمين معنى التصيير أي صيرته شهوة الآخرة مدلجا سائرا في آخر الليل مشتغلا بالعبادة لعلمه بأن تلك الشهوة لا تنال إلا به (كفعل الراكب السابق إلى غايته) أي مقصده وخطره، شبه سير ذلك المؤمن بسير الراكب السابق إلى غايته لعلمه بأنها لا تنال إلا به، ويمكن أن يكون المشبه به سير الراكب المسافر والوجه هو الوصول إلى المطلوب والراحة والنجاة من الشدايد (يظل كئيبا ويمسي حزينا) فهو دائما في هم وغم وسوء حال وانكسار وحزن من ألم الفراق والغربة والخوف من التقصير وسوء الخاتمة، وفي المصباح ظل يفعل كذا يظل ظلولا إذا فعله نهارا، قال الخليل: لا تقول العرب ظل إلا لعمل يكون بالنهار.
(فطوبى له) أي طيب العيش أو الجنة له، وقد يطلق على المدح وحسن الحال (ولو قد كشف الغطاء) المانع من المشاهدة العينية «ماذا يعاين من السرور» وموجباته المعدة لأولياء الله التي لا ينال وصفها العقل واللسان ولا يدرك قدرها الوهم والبيان، وماذا كلمة استفهام على التركيب أو ما استفهام وذا موصولة أو زائدة.
(يا موسى الدنيا نطفة ليست بثواب للمؤمن ولا نقمة من فاجر) النطفة بالضم ماء الرجل والماء الصافي قل أو كثر، وقليل ما يبقى من دلو أو قربة، قيل: وهو من أقرب العبارات وأعجبها وأفصح الكنايات عن الماء وأغربها، والنقمة بالكسر والفتح وكفرحة المكافات بالعقوبة والجمع نقم ككلم وعنب وكلمات، نقم منه كضرب وعلم وانتقم عاقبه (فالويل الطويل من باع ثواب معاده بلعقة لم تبق) في بعض النسخ «بلقطة» وهي ما يؤخذ من مال مطروح وفي بعضها بلعبة وهي بالضم التمثال وما يلعب به كالشطرنج ونحوه، استعارها لمتاع الدنيا لكونه كل يوم في يد أحد (وبلعقة لم تدم) (1) في القاموس: لعقة كسمعة لعقة ويضم لحسه وبالضم ما تأخذه في الملعقة شبه بها حطام الدنيا في القلة والخسة والحقارة والمراد ببيع ثواب المعاد بها تبديل ما يوجبه من الزهد والورع والتقوى وغيرها بها وهذا التبديل يوجب الويل وهو حلول الشر والفضيحة والتفجع والعذاب أو هو واد في جهنم أو بئر فيها (وكذلك) أي والحال أن الدنيا ووصف أهلها ما ذكر لا ريب فيه (فكن كما أمرتك) مما فيه صلاحك مثل طيب النفس عن الدنيا والعمل بحقايق التوراة

1 - كذا ولعل الصحيح لحسة.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481