شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٤٤
محمد أي أدم لهم ما أعطيتهم من الشرف والكرامة والفخر والعز والفضل (كذلك كان في علمي وكذلك خلقته) أي مثل الوصف المذكور الذي عرفته كان هو في علمي الأزلي ومثل الوصف المذكور خلقته أي قدرته أو أوجدته لوجوب المطابقة بين العلم والمعلوم وفيه تنبيه على أن اتصافه بما ذكر أمر موهبي (وبه افتح الساعة) كأنه كناية عن حشره أولا (وبأمته أختم مفاتيح الدنيا) في كنز اللغة: ختم بآخر رسانيدن هر چيزى وفيه مكنية وتخييلية وإشارة إلى أن الدنيا تختم بأمته وليس بعدهم أمة يملكون مفاتيحها ويدخلون فيها (فمر ظلمة بني إسرائيل أن لا يدرسوا اسمه) أي لا يمحوه من التورية (ولا يخذلوه) بالعداوة وعدم النصرة إذا وجدوه (وأنهم لفاعلون) ما نهوا عنه فيكفرون بالله وبرسولهم وبخاتم الأنبياء بل بجميعهم لأن المنكر لواحد منهم منكر للجميع كما دلت عليه الروايات وظاهر بعض الآيات (وحبه لي حسنة) تكتب في ديوان من أحبه سوي حسنات أعماله ولا يبعد أن يكون حبه حسنات باعتبار استمراره وقتا فوقتا وعلى هذا تكون له حسنات غير محصورة خصوصا إذا أعطي بواحدة عشرا كما نطقت به الآية الكريمة (فأنا معه) معيته معنوية روحانية لا معية زمانية ومكانية (وأنا من حزبه) في النصرة والإعانة (وهو من حزبي) في النصرة لديني والطاعة لأمري (وحزبهم الغالبون) على الأعداء بالحجة والنصرة وضمير «حزبهم» لمحمد (صلى الله عليه وآله) والجمع للتعظيم أوله ولله تعالى أولهما وللأوصياء أيضا (فتمت كلماتي) يحتمل أن يراد بها أحكامه ومواعيده وأخباره بما قدر له من كونه مؤمنا مهيمنا وإظهار دينه وإنزال قرآنه وغير ذلك مما ذكر أولم يذكر. والمراد بتمامها بلوغها حد الكمال أو إبرامها وإحكامها بحيث لا يتطرق إليه التبدل والزوال أو انتهاؤها إليه لا تكون لأحد غيره إذ لا نبي بعده، ويحتمل أن يراد بها هو (صلى الله عليه وآله) وأوصياؤه عليهم السلام للانتفاع بهم وبكلامهم ولأنهم مترجمون لكلامه تعالى ووحيه وقد مر في كتاب الحجة تفسير الكلمات بهم في قوله تعالى: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم).
(لأظهرن دينه على الأديان كلها) بنسخه إياها أو بظهور صاحب الأمر (عليه السلام) والأخير مروي (ولا عبدن بكل مكان) لزوال الكفر والشرك والملل الباطلة بسيف الصاحب (عليه السلام) (ولأنزلن عليه قرآنا فرقانا) هما مصدران في الأصل ثم صارا علمين لهذا الكتاب المبارك المنزل للإعجاز والهداية وإنما سمي بهما لكونه متلوا أو جامعا للحلال والحرام والوعد والوعيد والمواعظ والنصائح وكل ما كان وما يكون وما هو كائن وفارقا بين الحق والباطل (شفاء لما في الصدور من نفث الشيطان) كمرض الجهل والكفر والشك والنفاق والغي والضلال والنفث مصدر مضاف إلى الفاعل والمفعول محذوف يقال: نفث الشيطان شيئا في القلب إذا ألقاه فيه وهي بمنزلة الداء والقرآن بمنزلة الدواء والشفاء ولكن معرفة ذلك الدواء وكيفية استعماله إنما تحصل بتعليم أهل الذكر (عليه السلام) وإليه أشار أمير
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481