محمد أي أدم لهم ما أعطيتهم من الشرف والكرامة والفخر والعز والفضل (كذلك كان في علمي وكذلك خلقته) أي مثل الوصف المذكور الذي عرفته كان هو في علمي الأزلي ومثل الوصف المذكور خلقته أي قدرته أو أوجدته لوجوب المطابقة بين العلم والمعلوم وفيه تنبيه على أن اتصافه بما ذكر أمر موهبي (وبه افتح الساعة) كأنه كناية عن حشره أولا (وبأمته أختم مفاتيح الدنيا) في كنز اللغة: ختم بآخر رسانيدن هر چيزى وفيه مكنية وتخييلية وإشارة إلى أن الدنيا تختم بأمته وليس بعدهم أمة يملكون مفاتيحها ويدخلون فيها (فمر ظلمة بني إسرائيل أن لا يدرسوا اسمه) أي لا يمحوه من التورية (ولا يخذلوه) بالعداوة وعدم النصرة إذا وجدوه (وأنهم لفاعلون) ما نهوا عنه فيكفرون بالله وبرسولهم وبخاتم الأنبياء بل بجميعهم لأن المنكر لواحد منهم منكر للجميع كما دلت عليه الروايات وظاهر بعض الآيات (وحبه لي حسنة) تكتب في ديوان من أحبه سوي حسنات أعماله ولا يبعد أن يكون حبه حسنات باعتبار استمراره وقتا فوقتا وعلى هذا تكون له حسنات غير محصورة خصوصا إذا أعطي بواحدة عشرا كما نطقت به الآية الكريمة (فأنا معه) معيته معنوية روحانية لا معية زمانية ومكانية (وأنا من حزبه) في النصرة والإعانة (وهو من حزبي) في النصرة لديني والطاعة لأمري (وحزبهم الغالبون) على الأعداء بالحجة والنصرة وضمير «حزبهم» لمحمد (صلى الله عليه وآله) والجمع للتعظيم أوله ولله تعالى أولهما وللأوصياء أيضا (فتمت كلماتي) يحتمل أن يراد بها أحكامه ومواعيده وأخباره بما قدر له من كونه مؤمنا مهيمنا وإظهار دينه وإنزال قرآنه وغير ذلك مما ذكر أولم يذكر. والمراد بتمامها بلوغها حد الكمال أو إبرامها وإحكامها بحيث لا يتطرق إليه التبدل والزوال أو انتهاؤها إليه لا تكون لأحد غيره إذ لا نبي بعده، ويحتمل أن يراد بها هو (صلى الله عليه وآله) وأوصياؤه عليهم السلام للانتفاع بهم وبكلامهم ولأنهم مترجمون لكلامه تعالى ووحيه وقد مر في كتاب الحجة تفسير الكلمات بهم في قوله تعالى: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم).
(لأظهرن دينه على الأديان كلها) بنسخه إياها أو بظهور صاحب الأمر (عليه السلام) والأخير مروي (ولا عبدن بكل مكان) لزوال الكفر والشرك والملل الباطلة بسيف الصاحب (عليه السلام) (ولأنزلن عليه قرآنا فرقانا) هما مصدران في الأصل ثم صارا علمين لهذا الكتاب المبارك المنزل للإعجاز والهداية وإنما سمي بهما لكونه متلوا أو جامعا للحلال والحرام والوعد والوعيد والمواعظ والنصائح وكل ما كان وما يكون وما هو كائن وفارقا بين الحق والباطل (شفاء لما في الصدور من نفث الشيطان) كمرض الجهل والكفر والشك والنفاق والغي والضلال والنفث مصدر مضاف إلى الفاعل والمفعول محذوف يقال: نفث الشيطان شيئا في القلب إذا ألقاه فيه وهي بمنزلة الداء والقرآن بمنزلة الدواء والشفاء ولكن معرفة ذلك الدواء وكيفية استعماله إنما تحصل بتعليم أهل الذكر (عليه السلام) وإليه أشار أمير