(فكن على حذر) من الله تعالى أو منهم أو من نفسك لئلا تصير مثلهم، وهو جزاء لقوله «فإذا رأيت الحق قد مات» وما عطف عليه (واطلب إلى الله عز وجل النجاة) منهم ومن أطوارهم أو من عقوبة الله تعالى أو مما أنت فيه من الشدائد (واعلم أن الناس في سخط الله عز وجل) لاتصافهم بما يوجب سخطه وغضبه عليهم في الدنيا والآخرة.
(وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم) وهو الاستدراج ليأخذهم أخذا شديدا ويعذبهم عذابا أليما أو رجوعهم من المعاصي ويؤيده ما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله «قد أمهلوا في طلب المخرج» قال المحققون: المراد أنهم أمهلوا في الدنيا لطلب رجوعهم إلى الطاعة وخروجهم من ظلمات الجهل وورطات المعاصي إلى نور الحق ومتسع الجود (فكن مترقبا) لأمرنا ومنتظرا لظهور دولتنا أو لنزول العذاب عليهم (واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه) من الأخلاق الرذيلة والأطوار الشنيعة والأحوال الفظيعة (فإن نزل بهم العذاب) الدنيوي (وكنت فيهم) فهلكت معهم (عجلت إلى رحمة الله فارغا) من شدائد الدنيا لأن الله تعالى يجزي في الآخرة كلا بأعماله.
(وإن أخرت ابتلوا) بعذاب الدنيا والآخرة (وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة على الله عز وجل) التي توجب غضبه عليهم وسلمت منها واستوجبت الثواب الجزيل والأجر الجميل (واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين) كما قال في القرآن المبين: (وإن رحمة الله قريب من المحسنين) الذين حفظوا حقوق الله تعالى وامتثلوا بأوامره واجتنبوا عن نواهيه، وفيه حث على الإحسان لأنه منشأ لنيل الأجر والرحمة من الله تعالى.