الحمارة الأنثى خاصة، والإتانة قليلة، وأما الحمار فيقع على الذكر والأنثى، والبرنس قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام وعن الأزهري كل ثوب رأسه منه تلتزق.
(والزيت والزيتون والمحراب) الزيت دهن والزيتون شجرته أو ثمرتها أيضا أو مسجد دمشق أو جبال الشام وكأنه عليه السلام كان يدهن بالأول ويأكل الثاني كما سيجيء في حديث نادر في وصف علي عليه السلام وأما كونه صاحب محراب فظاهر لكثرة صلاته ولزومه له ويحتمل أن يراد به محراب مسجد الأقصى والله أعلم (ومن بعده) عطف على ابن البتول وجعل الواو بمعنى مع بعيد جدا (بصاحب الجمل الأحمر) بدل لمن بعده وعطفه عليه بحذف العاطف بعيد أيضا أو متعلق بأوصيك على أن يكون «من» حرف جر (الطيب الطاهر المطهر) في النهاية: الطيب أكثر ما يرد بمعنى الحلال كما أن الخبيث كناية عن الحرام وقد يرد الطيب بمعنى الطاهر وفي القاموس:
الطيب الحلال وأطاب ولد بين طيبين وتزوج حلال ولعل المراد به الطيب في الولادة من جهة الآباء والأمهات لم يدنسهم الأخباث الجاهلية مثل الشرك والكفر والسفاح وغيرها والطاهر من العيوب الخلقية والخلقية والمطهر عن الذنوب الظاهرة والباطنة (فمثله في كتابك) أي صورته وصفته أو فضله وشرفه والظاهر أن الفاء بمعنى الواو وتقدير الشرط محتمل أي أن شئت وصفه فوصفه.
(أنه مؤمن مهيمن على الكتب كلها) أي مؤمن بحقيقة الإيمان والتصديق وهو رأس المؤمنين ورئيسهم من الأولين والآخرين أو مؤمن يؤمنهم في الدنيا من الخزي والوبال وفي الآخرة من العقوبة والنكال فهو على الأول من الإيمان وعلى الثاني من الأمان والأمن ضد الخوف أو نفاع وإطلاق المؤمن عليه من باب التشبيه كإطلاقه على النهر الفائض على وجه الأرض فيسقي الحرث والزرع ويحيي الأرض بعد موتها وهو صلى الله عليه وآله يحيي قلوب المؤمنين بما جاء من عند رب العالمين بعد موتها (ومهيمن على الكتب) السماوية أي رقيب أو شاهد عليها أو أمين على أن يكون أصله مؤيمن بهمزتين من الأمانة قلبت الثانية ياء ثم الأولى هاء أو قائم عليها من الهيمنة وهي القيام على الشيء (راكع ساجد) راكع تارة ساجد أخرى فقد وصفه بالقوة العملية بعد وصفه بالقوة العلمية (راغب) فيهما عند الله تعالى من المقامات العالية والتقربات الإلهية والمثوبات الاخروية (راهب) خائف من مشاهدة عظمته وحقوق ربوبيته مع ملاحظة التقصير في أداء حقوق عبوديته وكلما ازدادت تلك المشاهدة ازدادت الرهبة والخشية ولذلك قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (إخوانه المساكين) هم المهاجرون أو الأعم وأنصاره قوم آخرون من غير عشيرته وقبيلته (ويكون في زمانه أزل وزلزال وقتل وقلة من المال) الأزل الضيق والشدة أزل الرجل يأزل من باب ضرب أزلا صار في ضيق وجدب والزلزال الحركة والاضطراب زلزلة زلزالا