مثلثة حركة والقتل الجهاد أو الأعم، والمراد بزمانه زمان بعثته أو قبله أيضا فإن قبله أيضا كانت هذه الشدائد كما مر في الأصول (اسمه أحمد محمد) لكونه محمودا في أهل السماوات والأرضين (الأمين من الباقين) الظاهر أن الأمين صفة لمحمد وأن من متعلق به وأن المراد بالباقين خلائق آخر الزمان وهم الأمة المدعوة والأمين منهم في أمرهم وأمر الخالق هو صلى الله عليه وآله فلذلك جعله رسولا إليهم (من ثلة الأولين) صفة ثانية ومن للتبعيض والثلة بالضم الجماعة والإضافة إلى الأولين بيانية والمراد بهم الأنبياء والرسل عليهم السلام (يؤمن بالكتب كلها) بإيمانه بها آمنا بها وإلا لما علمنا أنها كتب سماوية وزبر إلهية لأنها لم يكن معجزة بخلاف القرآن العظيم فإنما علمنا أنه كتاب إلهي لكونه معجزا (ويصدق جميع المؤمنين والمرسلين) ونحن نصدقهم بتصديقه ألا يرى أن من لم يؤمن به أنكر بعضهم.
(ويشهد بالإخلاص لجميع النبيين) كما نطق به القرآن المبين وأخبار الأئمة الطاهرين ولفظ الإخلاص يفيد أن هذه الشهادة من صميم القلب كما هو المعتبر فيها (أمته مرحومة مباركة) أي ثابتة على الحق قائمة بأمره أو ذوو بركة ويمن وخير، والمراد بأمته أمته المجيبة بجميع ما جاء به وأعظمه الولاية (ما بقوا في الدين على حقايقه) لعل المراد بها أركانه التي بها يتحقق ويقوم مثل المعرفة بالله والرسول والولاية والتسليم لهم أو تصديقاته اليقينية المتعلقة بما جاء به الرسول فلو شك أحد في شيء منه أو أنكره لم يكن من الأمة المذكورة وفيه دلالة على أن المعتبر هو الخاتمة (لهم ساعات موقوتات) في بعض النسخ «موقتات» أي محدودات معينات يقال: وقت موقوت وموقت أي محدود (يؤدون فيها الصلوات) كل صلاة بوقتها (أداء العبد إلى سيده نافلته) النافلة العطية والغنيمة ولعل المراد بها فوائده ومكتسباته (فبه فصدق) الظاهر أن «به» متعلق بما بعده وأن التقديم لقصد الحصر أو الاهتمام وأن إحدى الفاءين زائدة أو متعلق بفعل مقدر أي فصدق به حذف لوجود المفسر له (ومنهاجه فاتبع فإنه أخوك) في الرسالة وهو تعليل للتصديق والاتباع جميعا وتحريص عليهما وتحريك للشفقة به ولعل المراد باتباع منهاجه سلوك سبيله في الانقطاع إلى الله تعالى والتوسل به في المهمات كلها أو التصديق بحقيقة شرعه وحقيته وصدق طريقته (يا موسى إنه أمي) منسوب إلى أم القرى وهي مكة أو إلى الأم لا يقرأ الكتاب ولا يعرف الخط وهذا من كماله (صلى الله عليه وآله) لئلا يقولوا: إن كمالاته الفائقة من جهة الاكتساب والتعلم (وهو عبد صدق) لصدق أقواله وأعماله وظاهره وباطنه أو لشدته وقوته وصلابته في الدين وفي القاموس: الصدق بالكسر الشدة ومنه رجل صدق (يبارك له فيما وضع يده عليه) من الطعام والشراب وغيرهما والبركة محركة النماء والزيادة والسعادة يقال: بارك الله لك وفيك وعليك (ويبارك عليه) أي يدام له ما أعطي من ذلك وغيره من التشريف والكرامة غير منقطع عنه وفي الدعاء: وبارك على محمد وآل