شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٣٣
سكر كفرح زال عقله (واتقي وخيف وترك لا يعاقب ويعذر بسكره) فيه توبيخ لأهل الدين بإكرامه وتعظيمه والإتقاء والخوف منه وترك عيبه ولومه وعقوبته بإقامة الحد عليه لأن الشارب وإن كان واليا ذا قوة ينزجر لو اجتمعوا في منعه واتفقوا عليه. فالفساد هنا نشأ من الكل كما في قوله (ورأيت من يأكل أموال اليتامى يحمد بصلاحه) فإن الفساد من جهة أكل بعض وثناء آخرين له بالصلاح وفي بعض النسخ «يحدث» (ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله) لعدم علمهم به أو للارتشاء أو لغرض آخر (ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع) الخونة والخانة جمع الخاين وهو الذي يأخذ من المظلوم ويعطي الوالي الطامع ويقضي طمعه ويبيع آخرته بالدنيا لغيره وأما الناصح الأمين العادل فهو بعيد عن ذلك بمراحل فلذلك لا يأتمنه الوالي الطامع الجائر (ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسق والجرأة على الله يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون) كما يفعله الولاة والصدور في عصرنا هذا فإنهم يفتشون أحوال الناس ويجدون أجهلهم وأفسقهم ويأخذون منه ما أرادوا ويجعلونه مسلطا على أموال الناس ومواريثهم ويخلونه مع ما تشتهي نفسه الأمارة.
(ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى) الدافعة للرذايل الجالبة للفضايل (ولا يعمل القائل بما يأمر) ليس قصده من ذلك إقامة الدين وترويج الشرع المبين بل قصده الشهرة بين الناس وصرف وجوههم إليه وسعيهم في حوائجه وقيامهم بين يديه (ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها) بأن أخرت عن أوقاتها الفاضلة بلا عذر يقتضي التأخير (ورأيت الصدقة) الواجبة والمندوبة (بالشفاعة لا يراد بها وجه الله) أي ذات الله ورضاه وقربته أو أمر الله وإنما يعطي لطلب الناس المعروفين وقصد التقرب بهم أو الاستحياء من رد قولهم.
(ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا) من الحلال أو من الحرام وهم حينئذ مطايا الخطيئات وزوامل الآثام ليست أحمالهم إلا خطيئات ولا أعمالهم إلا سيئات ومن ثم قال (عليه السلام): «أبعد ما يكون العبد من الله عز وجل إذا لم يهمه إلا بطنه وفرجه» (ورأيت الدنيا مقبلة عليهم) وهم حينئذ أهل غفلة ومعصية إذ الدنيا رأس كل فتنة وخطيئة ولذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام: «مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها وفي جوفها السم الناقع، يحذره الرجل العاقل ويهوى إليها الصبي الجاهل» إن شئت معرفة مفاسد الدنيا فارجع إلى كتاب الكفر والإيمان من الأصول.
(ورأيت أعلام الحق قد درست) وهي القوانين الشرعية والأحكام الإلهية أو العلماء الراسخون في العلم لأنهم أعلام يوصل التمسك بهم إلى الله تعالى روى مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويفشو الزنا» وقال أيضا: «إن بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج».
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481