يدل على أن الحكم في الاشتراء وإنما خص السلطان بالذكر لأن حبسه أقوى إذ لا جابر عليه في البيع بخلاف غيره والمراد بالطعام الحنطة والشعير والتمر والزبيب والسمن والملح، ولحرمته شروط مذكورة في الفروع (ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزور) الزور الكذب والشرك بالله والقوة والغلبة وفي بمعنى الباء أي بسبب كذبهم في أنها أموالهم أو بسبب شركهم بالله أو بسبب قوتهم واستيلائهم والمراد بذوي القربى الأئمة عليهم السلام الذين لهم قرابة مخصوصة برسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم المقصودون في الآية الكريمة لا بنو عبد المطلب كلهم كما ذهب إليه جمهور العامة ولا قريش كلهم كما ذهب إليه طائفة منهم وحكم الآية ثابت غير منسوخ عند الأمة إلا أبي حنيفة فإنه ذهب إلى أن حق ذوي القربى ساقط بعد النبي (صلى الله عليه وآله) والمراد بأموالهم الأنفال وسهامهم الثلاثة من الخمس.
(ورأيت الخمر يتداوى بها وتوصف للمريض ويستشفى بها) دل على أن التداوي بالخمر حرام وأنه لا يجوز للمريض الإستشفاء بها وإن حكم الطبيب الحاذق بأن فيها شفاء لمرضه، وأن التداوي بها لا يجوز شربا وطلاء انفرادا وتركيبا ويؤيده روايات آخر والله يعلم (ورأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به) أي بالمذكور من الأمر والنهي إما لعدم وجود عالم بهما لقيام الكل على الجهل أو لوجوده مع عدم قدرته عليهما خوفا منهم أو مع قدرته وعدم الاهتمام بهما (ورأيت رياح المنافقين دائمة) في بعض النسخ «قايمة» (ورياح أهل الحق لا تحرك) أي لا تتحرك بحذف إحدى التائين شبه الغلبة والقوة والنصرة والدولة بالريح واستعار لها لفظه والوجه انتشارها وسرعة سيرها في الأقطار، ورشحها بذكر الحركة (ورأيت الأذان بالأجر والصلاة) مع الناس وعلى الناس (بالأجر) ويجوز الارتزاق مع الحاجة من بيت المال من غير شرط.
(ورأيت المساجد محتشية) أي ممتلية من احتشى الشيء امتلأ (ممن لا يخاف الله) وإن كان من أهل الإيمان، والخوف كيفية نفسانية مانعة من ارتكاب القبايح (يجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق) من الأحياء والأموات، وفي تشبيه الغيبة بأكل لحومهم تنفير عنها (ويتواصفون شراب المسكر) بتخفيف الراء أي يذكرون فيها أوصاف الشراب المسكر وخواصه وفوائده وكيفية تأثيره في البدن والروح وحصول النشاط منه إلى غير ذلك من المرغبات فيه والمحركات إلى شربه، ويحتمل تشديد الراء أي يصفون شاربه ويمدحونه (ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل) مثل ما فعله وليد بن عقبة بن أبي معيط أخو عثمان من أمه حين كان واليا من قبله على أهل الكوفة صلى الصبح بالناس وهو سكران أربع ركعات فلما فرغ قال أيها الناس إن لي نشاطا إن شئتم أزيد لكم ركعات أخر (ولا يشان بالسكر) أن لا يعاب من الشين وهو العيب (وإذا سكر أكرم)