شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٢٩
(ورأيت الرجل يمشي نشوان) في النهاية: الانتشاء أول السكر ومقدماته، وقيل: هو السكر نفسه ورجل نشوان بين النشوة (ويصبح سكران) السكر بضم السين وسكون الكاف حالة السكران، وفي كنز اللغة: سكران مست (لا يهتم بما الناس فيه) من خير وشر والاهتمام إما من هم بالأمر إذا عزم عليه ليفعله أو من همه الأمر هما فاهتم إذا حزنه، وفي كنز اللغة: اهتمام تيمار كردن وكوشيدن وشفقت داشتن واندوه خوردن، ولعل المراد أنه لا يعزم بما هم فيه من خير ليفعله أو لا يحزن بما هم فيه من شر ليدفعه عنهم وعن نفسه (ورأيت البهائم تنكح) لتجاوز القوة الشهوية عن حد العدل مع ضعف القوة العقلية عن معرفة قبح ذلك وسوء خاتمته وعن درك الأحكام الشرعية فينسلك في سلك البهائم.
(ورأيت البهائم يفرس بعضها بعضا) لعله إشارة إلى خروج يأجوج ومأجوج وأكل بعضهما بعضا فإنه من أشراط الساعة أو إلى كثرة الشرور حتى سرت إلى البهائم أو إلى عدم زجرها عن ذلك يقال: أفرس الرجل الأسد حماره إذا تركه له ليفترسه، وفي بعض النسخ «يورش بعضها بعضا» وهو الأظهر والتوريش التحريش وهو الإغراء بين البهائم (ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه) بالاختلاس أو السرقة أو الغصب (ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم) فلا يرحم على نفسه ولا على غيره ولا يبكي خوفا من الآخرة ولا يذكر الله تعالى بالقلب واللسان وكل ذلك من آثار قساوة القلب وهي صلابته وغلظته وشدته المانعة من إدراك الخير والميل إليه.
(ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه) السحت بالضم وبضمتين الحرام الذي لا يحل كسبه لأنه يسحت البركة ويذهبها أو ما خبث من المفاسد فلزم عنه العار (ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس) ويعتقدوا أنه عبد صالح ليسعوا في رفع حاجاته وتحصيل مقاصده ومتمنياته (ورأيت الفقيه يتفقه) أي يطلب الفقه ويتعلمه (لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة) جواز رئاسته بل وجوبها في بعض الأوقات وحصول الدنيا بسبب فقاهته من الجهات المشروعة لا يقتضي جواز قصده ذلك في التفقه (ورأيت الناس مع من غلب) من أهل الدنيا على الغير كما هو شأن الجهلة يميلون إلى الغالب الفاسق من السلاطين والأمراء ويعرضون عن الأولياء وإن كانوا من أوصياء الأنبياء (ورأيت طالب الحلال يذم ويعير، ورأيت طالب الحرام يمدح ويعظم) فإن أهل الدنيا إذا مالوا إلى دنياهم يحبون جمع المال وإن كان بالنهب والغصب وغيرهما من وجوه الحرام فمن خالف طوره طورهم يذمونه ويحقرونه ويسمونه سفيها أو ضعيفا ومن وافق طوره طورهم يمدحونه ويعظمونه ويسمونه عظيما رشيدا وهكذا حال أكثر الناس ولكن إذا بلغ ذلك حد الكمال كان من أشراط الساعة.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481