شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٢٧
الكاذبة داعية على استماعها وترويجها (ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه وخف على الناس استماع الباطل) سر ذلك أن القرآن بحر عميق لا يصل إلى قعره إلا العارفون ولا يستخرج فرائده إلا العالمون بخلاف الباطل فإنه مبتذل يعرفه الجاهلون ومن البين أن كل ما تعجز النفس عن إدراكه فهو ثقيل عليها وكل ما تدركه بسهولة فهو خفيف عليها فإذا ذهب العلم والعلماء وبقي الجهل والجهلاء كان استماع القرآن عليهم ثقيلا واستماع الباطل خفيفا (ورأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه) الظاهر من الجار هو المعنى المعروف ويحتمل إرادة المصاحب به أيضا والذم إما راجع إلى الجار الأول باعتبار أن صدور الإكرام منه بسبب الخوف لا بدونه أو إلى الجار الثاني باعتبار قبح لسانه أو إليهما جميعا (ورأيت الحدود قد عطلت) بتركها أو ترك كميتها وكيفيتها (وعمل فيها بالأهواء) المستلزمة للاختلاف إذ الحدود متعينة والأهواء مختلفة والاتفاق نادر جدا.
(ورأيت المساجد قد زخرفت) بالذهب والنقش والصورة وظاهر كثير من الأصحاب أن تذهيب المساجد مطلقا وإن لم يكن بالنقش والتصوير والنقش مطلقا وإن لم يكن بالتذهيب والتصوير والتصوير مطلقا وإن لم يكن بالذهب وصورة حيوان حرام والاحتياط ظاهر (ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب) على الله والرسول وأولي الأمر وعلى سائر الناس وفي المحاورات (ورأيت الشر قد ظهر) أشار هنا إلى فساد أهل الزمان باعتبار ظهور الشر بينهم وأشار بقوله سابقا «وإذا رأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه» إلى فسادهم باعتبار عدم النهي عن المنكر عند ظهور الشر فلا تكرار (والسعي بالنميمة) أي ورأيت السعي بالنميمة قد ظهر والنميمة نقل الحديث من قوم إلى قوم للافساد وإثارة الشر بينهم وقد نم الحديث ينمه - وينمه من باب نصر وضرب - نما فهو نمام والاسم النميمة، ونم الحديث إذا ظهر فهو لازم ومتعد (ورأيت البغي قد فشا) بين الناس والبغي الظلم والتجاوز عن الحدود الشرعية والخروج عن طاعة الإمام العادل ومنه الفئة الباغية (ورأيت الغيبة تستملح) أي تعد مليحة حسنة مرغوبة وكل شيء حسن مرغوب فيه يقول العرب: هو مليح، والغيبة بالكسر أن يذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه فإن لم يكن فيه فهو البهت والبهتان وإن ذكر في وجهه فبينهما عموم من وجه (ويبشر به الناس بعضهم بعضا) لئلا يغفل أخوه الفاسق عن هذه الفضيلة التي اكتسبها هو بزعمه (ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله) بل للسمعة والرياء وإظهار التجلد والشجاعة وكسب الدنيا وغيرها من التخيلات المفسدة للعبادة وكذا غيرهما من العبادات وذكرهما على سبيل التمثيل (ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن) بالضرب والشتم والقتل وغيرها إما لكفره أو لعدم علمه بأن ذلك لا يجوز شرعا أو مع علمه به وعدم اعتنائه بالشرع.
(ورأيت الخراب قد أديل من العمران) الإدالة الغلبة وكان ذلك لمهاجرة الناس من العمران إلى
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481