شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٢٤
كما تمتشط المرأة لزوجها ولعل تخصيص ولد العباس بالذكر للتمثيل أو لبيان الواقع وإلا فكل من تصنع به فهو مثلهم (وأعطوا الرجال الأموال على فروجهم) يحتمل إعطاء الفاعل المفعول لتمكينه على ما أراد منه وإعطاء المفعول الحكام لتمكينهم له على عمله كما تعطي الفواحش من النساء (وتنوفس في الرجل وتغاير عليه الرجال) التنافس والمنافسة الرغبة في الشيء والانفراد به لكونه جيدا في نوعه والتغاير من الغيرة وهي الحمية والأنفة يقال: رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء لأن فعولا يشترك فيه الذكر والأنثى والظاهر أن في الرجل قائم مقام الفاعل وأن ضمير عليه راجع إليه أي رغب في الرجل وهو مرغوب له لنوع من الحسن والجمال وتغاير عليه الرجال حسدا كما تغاير النساء على ضرتهن عند إرادة الزوج لها (وكان صاحب المال أعز من المؤمن) باعتبار ترجيح المال على الإيمان والدنيا على الآخرة لفساد الطبيعة وزوال البصيرة (وكان الربا ظاهرا لا يغير) بالغين المعجمة وفي بعض النسخ بالعين المهملة والأول أظهر (وكان الزنا تمتدح به النساء) وهو مضاد لحكم الله تعالى حيث أمر بالنهي عنه ومحرك لهن وللرجال على الفساد (ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال) المصانعة الرشوة والمداراة والمداهنة ولعل المراد أنها تعطيه مالا ليرضى به على زنائها (ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن) بإذنهن على الخروج والبروز والصحبة مع الرجال والميل إلى الملاهي والزنا ونحوها.
(ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا) لما رآه من زوال الدين واندراس الإيمان ورواج الكفر وظهور العصيان وعزة أهل الفجور وغلبة أهل الطغيان وهو محتقر ذليل بينهم لا يجد ناصرا يعينه ولا مغيثا يغيثه (ورأيت البدع والزنا قد ظهر) لطغيان القوة الشهوية وضعف القوة العقلية واتصافها بالجهل والبدعة خلاف ما نطق به الشرع على وجه العموم أو الخصوص.
(ورأيت الناس يعتدون بشهادة الزور) يعتدون إما بتخفيف الدال من الاعتداء وهو التجاوز عن الحد والخروج عن الوضع الشرعي أو بتشديدها من الاعتداد وفي بعض النسخ «يقتدون» بالقاف من الاقتداء وفي بعضها: بشاهد الزور.
(ورأيت الحلال يحرم ورأيت الحرام يحلل) إما عمدا لأخذ رشوة أو لغيرها من الأغراض النفسانية أو خطأ لظنه أن القياس والاستحسان ونحوهما من الأمور المخترعة حجة شرعية وهذه الرؤية غير مختصة بالعالم لأن الحكم قد يكون ضروريا يعرفه غيره أيضا (ورأيت الدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه) وإن وافق الرأي حكم الكتاب أو كان صاحب الرأي على ملة أهل البيت عليهم السلام بل استعمال الرأي منه أقبح (ورأيت الليل لا يستخفى به من الجرأة على الله) أي لا يترك بسبب الجرأة على الله بالزنا والقتل والنهب والسرقة ونحوها يقال: استخفى من الشيء إذا استتر وتوارى منه بالبعد والفرار عنه والغرض الأصلي من تقدير الليل وخلقه هو السكون عن
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481