(ورأيت المحتاج يعطي على الضحك به) أي على السخرة به دون الرأفة والشفقة أو على فعله ما يضحك منه والله أعلم (ويرحم لغير وجه الله) كالرياء والسمعة ونحوهما.
(ورأيت الآيات في السماء) كالكسوف والخسوف والزلزلة من باب التغليب والريح المظلمة وغيرها من أخاويف السماء على المشهور بين الفقهاء من أن الصلاة لجميع ذلك واجبة (لا يفزع لها أحد) إلى الله بالتوبة والإنابة ولا يأتي بالفريضة لها جماعة ومنفردا (ورأيت الناس يتسافدون كما تتسافد البهايم) في الطرقات وعند الحاضرين مع عدم الاستحياء من الناظرين أو هو كناية عن الركوب على الظهور.
(ورأيت العقوق قد ظهر في الأرحام) أو في حقوق الأخوة أو في حقوق الوالدين وعلى هذا قوله (واستخف بالوالدين) للتفسير والتوضيح ويمكن أن يراد بالوالدين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) لأنهما والدان روحانيان لأهل العلم والإيقان، روى المصنف بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يفسر قوله تعالى: (أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير) بذلك كما مر في باب النكت من كتاب الحجة.
(ورأيت النساء قد غلبن على الملك) إما لأنها سلطان أو إليها ميل سلطان وهواه وهكذا كان حال كل عصر من أعصار سلاطين الجور إلا أن في آخر الزمان كان ذلك في غاية الشدة ونهاية الكمال (ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه ويفرح بموتهما) هذا نوع خاص من العقوق فذكره بعدها على بعض الاحتمال للاهتمام بذمه (ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكتسب فيه الذنب العظيم) الوصف للتوضيح لأن كل ذنب عظيم كما صرح به بعض المحققين ويحتمل التقييد (من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر) التقابل بين الجميع ظاهر إلا بين الفجور وغشيان حرام، ويمكن أن يراد بالأول الكذب والافتراء وبالثاني الإتيان بحرام من غشيه كرضيه غشيانا إذا أتاه فيكون تعميما بعد تخصيص لأن الحرام يشمل الكذب وغيره وأن يراد بالأول الذنوب مطلقا وبالثاني الزنا من غشي امرأة إذا جامعها فيكون من باب ذكر الخاص بعد العام (كئيبا حزينا) الكآبة تغير النفس بالإنكسار من شدة الهم والحزن يقال:
كأب كآبة واكتأب فهو كئيب ومكتئب (يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره) أي ساقط أو خسارة لزعمه أن فائدة العمر إنما هي هذه الرذائل وأن العمر هو الذي يصرف في تحصيلها (زين لهم سوء أعمالهم).
(ورأيت السلطان يحتكر الطعام) إحتكار الطعام - وهو حبسه ليقل فيغلوا - حرام مطلقا على الأشهر. وقال الشيخ (رحمه الله): إنه مكروه سواء كان الحابس سلطانا أم غيره وسواء اشتراه وحبسه أم حصل من ملكه وظاهر العلامة في المنتهى هو الأول وحسنة الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام