شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٢٥
الحركات والأفعال الموافقة للقوانين الشرعية وغيرها فكما أن من ارتكب الأولى كان في غاية الحرص في الدنيا كذلك من ارتكب الثانية كان في نهاية الشقاوة والجرأة على الله (ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه) لقوة أهل الباطل وضعف أهل الحق فلا يقدر المؤمن على إظهاره خوفا من الضرر على نفسه وعرضه وعياله وإخوانه وأما الإنكار بالقلب وهو الاعتقاد بوجوب ما يترك وتحريم ما يفعل وعدم الرضا به مع بغض التارك والفاعل لله تعالى فهو واجب على كل مؤمن غير مشروط بشيء.
(ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل) كالزنا والشرب ومعونة الظالمين ونحوها والفرق بينه وبين ما سبق من قوله (ورأيت الرجل ينفق ماله في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه) أن الغرض هنا بيان الفساد من جهة الإنفاق وفي السابق بيانه من جهة ترك النهي عنه وعدم الحجر (ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير) أن اريد بالكفر جحود الرب والرسالة أو الولاية كان المراد بالخير الإيمان بها وان أريد به أعم من المذكور ومن كفر المخالفة بترك المأمور به وفعل المنهي عنه ومن كفر النعمة بترك الشكر عليها كان المراد بالخيرات أيضا أعم مما ذكر ومن الطاعة والشكر على النعمة فيندرج الفاسق في الأول والصالح في الثاني ومنشأ صدور هذا الفعل من الولاة خروجهم من الدين أو ضعفهم فيه والغرض منه ترويج الكفر ورفعه وتحقير الحق ووضعه.
(ورأيت الولاة يرتشون في الحكم) أي يأخذون الرشوة وهي مثلثة الجعل (ورأيت الولاية قبالة لمن زاد) الولاية بالكسر الإمارة والقبالة بالفتح مصدر بمعنى الكفالة والضمان ثم صار اسما لما يتقبله العامل من المال وحملها على الولاية من باب حمل السبب على المسبب للمبالغة في السببية، وفي بعض النسخ «لمن أراد» (ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفي بهن) مع العلم بالتحريم أو عدمه أو عدم الإعتقاد بالتحريم أصلا.
(ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة) التهمة من الوهم وهو من خطرات القلب أو مرجوح طرفي المتردد فيه وقد تطلق على الظن وهو التردد والراجح بين طرفيه والاعتقاد الغير الجازم، والظنة بالكسر التهمة والشك (ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله) الظاهر أن يتغاير عطف على يقتل وأن الذكر مفعوله أي ورأيت الرجل يتغاير الذكر على رجل فيبذل لذلك الرجل نفسه وماله ويفديهما له والحاصل أنهما يتغايران عليه ويريد كل واحد انفراده به كما هو المعروف بين العشاق (ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء) لتحريصه على إتيان الرجال، ويعير يحتمل المجهول والمعلوم والأول أظهر لاحتياج الثاني إلى تقدير مفعول (ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور يعلم ذلك ويقيم عليه) الظاهر من الفجور هو الزنا ويحتمل الأعم منه
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481